التخطي إلى المحتوى الرئيسي

44

غلاف مميز لرواية زنج ل zoya taylor




القراءات المتراكمة في عقلي تنطرح بالكتابة !
لستُ أدري لمّ تداعى  إلى ذهني بعد كتابة الجملة أعلاه كلمة " الولادة " بصورٍ سريالية تُشبه لوحات سلفادور دالي، وبغض النظر عن جملة كافكا الشهيرة والتي تُشبه عملية الكتابة بالولادة بكل معانيها الفيزولوجية، أتت صورة الولادة وحدها، أنا ببطنٍ مكورة ثم أنا منطلقة أركض بحبور وخلفي كركرة طفلٍ سعيد، تختلط هذه الصور برأس كافكا المائل وعينيه الحزينتين اللامعتين، الكتابةُ كما الولادة خلاصٌ مؤلم، عذابٌ يتبعه جنة، مشقةٌ تتبعها راحة.
في الفترة الماضية دخلت مرحلة تُشبه شهور الحمل التسعة بقراءة ١٠ كُتب في فترة محددة سلفاً لحاجةٍ في نفس يعقوب، لكن مع تقادم الأيام تنتفخ الأفكار، تتكور رأسي، تبدأ الكتلة اللزجة في الهبوط، تنزلق ببطء مدروس، لتكون الولادةُ أخيراً: كتابةً وَ خلاصاً .

***
ستونر :
مع ستونر ستتقادم في الصفحات دون كللٍ أبداً!
جون ولياميز هو نوعية المؤلفين اللذين أُفضل دوماً أن أقرأ لهم، أشعر به يلج صدري ويقبض على قلبي ويجعلني متيقظة مع كتابه بشكلٍ مدهش حتى الكلمة الأخيرة، تصلُ للنهاية، في أنفك رائحة تراب مزرعته، و تتذكر شكل جسم ابنته النحيف الذي إمتلأ فجأة ليعود للإتساق بفتنة .
تتذكر كيف إلتقت عوالم آرثر سلوان ـ بروفسيور الأدب الإنجليزي بجامعة ميزوري ـ بعيني الفتي الريفي ستونر ليتغير مسار حياته كُلياً في وصفٍ يجعلك في عالم آخر .
لا أريد حرق الرواية أريدكم أن تقرأوها بِكل حواسكم .
إصدار دار أثر ترجمة إيمان حرز الله .

***

اليوم ما قبل السعادة :
روايةٌ خفيفة، تأتِ في سبكٍ محترف من أندريا دي لوكا، إنها قصة فتى يتيم تختلط حياته بالبواب قاريء الأفكار دون غايتانو، و يتعلم منه كيف يطهو السمك علي طريقة أهل نابولي، يجيد أعمال الصيانة لتتفتق بهذه الحرفة رجولة الفتى الضئيل مع أرملةٍ من سكان العمارة . يُحب فتاة مصابةً بإضطراب التوحد، تدفعه للموت كي تتحرر من توحدها .
ترجمها عن الإيطالية معاوية عبد المجيد، إصدار دار أثر .
  
***

فيزياء الحزن جورجي غوسبودينوف :
سيرة بديعة داخل تجاويف الذاكرة لرجلٍ مصاب بإضطرابٍ عقلي شاذ .
هذا الإضطراب يجعله يقفز من رأسه لرؤوس المقربين إليه : جده، أبيه، ابنه، وصديقه المقرب غاوستين، وحتى أدرياني المينوتور وشقيقه.
في سردٍ شاعري غريب يصف ذكرياته مختلطة بذكريات كُل هؤلاء وآخرين، سردٌ حزين ومتمكن لا تدري هل هو محض خيال أديب وفيزيائي ؟ أم هذرُ رجلٍ مخبول ؟
تقودني هذه السيرة لمدونة رائعة وغريبة الأطوار إسمها أمل، كتبت كما يجب أن تقرأه عن " فيزياء الحزن " في تدوينة مذهلة هُنا

" أتصور وجه الإنسان الأول الذي سيجد هذه المذكرات. بالتأكيد سيظن أن وحشاٍ عاش هنا. المينوتور في داخلي فعلاً يرتجف خوفاً من الظلام، لكني أبدو بشكلٍ عادي، أحمل جسم رجل كهل أبيض، امرأة حامل مني، أحياناً أذهب إلى البحر وحيداً، أو أسافر إلى الخارج، أعيش مايسمى ( حياة عادي ) في ( العالم العلوي ). الناس فعلاً يظنوني رجلاً صموتاً منطوياً على نفسه، ولكنه شيء طبيعي بالنسبة للمهنة التي أمارسها. كتبي رائجة بشكلٍ جيد نسبياً، الأمر الذي يوفر لي الوقت والمكان لأداء شغلي، وكذلك الهدوء الذي أحتاج إليه. لا أقوم بمقابلات ." الرواية ص٢٠٣

إصدار دار أثر بترجمة مباشرة من البلغارية بواسطة : نيديليا كيتايفا

***
زنج :
٣ فتيات ملونات يختبأن تحت نبوغ العرق الأبيض في أجسادهن، في قصة غريبة تجعلني أعود لفيلم "The Help " مرة أخرى وبقراءتٍ أكثر عن معاناة السود في أمريكا في الثلاثينات والأربعينات حتي ناضل لأجلهم آرثر لوثر كنج.
القصة ترويها واحدة من هاته الصديقات عبر ذكرياتها وتدعى رين، في قدرة فائقة على خلق الحوارات من الروائية نيلا لارسن التي نشأت في كنف أمها البولندية بعد هرب أبيها الزنجي   .
ترجمة جميلة جداً، تقوم بأسري المقدمة البديعة التي كتبها المترجم والقاص علي المجنوني .
إصدار دار أثر .

***
 إختراع العُزلة :
بعد إنهائي لمذكرات أوستر الخاصة عن أبيه تنفجر في الأوساط الأدبية ترجمة أخرى لسامر أبو الهواش عن دار المتوسط ـ إيطاليا.
دائماً في حال تكرار الترجمات كما حدث مع رواية ١٩٨٤ لجورج أوريل والمسخ لكافكا تعترينا الحسرة ونتمنى أن يلتفت المترجمون لصرف جهدهم في أعمالٍ أخرى لم تترجم للعربية بدلاً من التكرار، و خاصة إن أتت الترجمة السابقة ممتازة كما كانت ترجمة أحمد العلي .
الجهد مشكور لكلا المترجمين بلا شك، لكننا حقاً ظامئون لبقية أعمال أوستر .
حسناً هذه هي القراءة الثانية له، وبعدها أتخذُ قراراً بإقتناء بقية أعماله. لنعد لمذكرات العزلة مع والده، التي كانت أثناء إرتباطه بزوجته الأولى القاصة الأمريكية ليديا ديفيس مع ابنهما دانيال، و منذ نبشه لحاجيات والده و هتك الخصوصية الغضة التي كانت لحياته عبر عددٍ من الملابس الدخلية  والواقيات، و عبر الصور المقصوصة بإحتراف في ألبومٍ عتيق لتستيقظ في بول أوستر الخُصلة الفضولية للكاتب ويكشف جريمة شنيعة في تاريخ آل أوستر والتي جعلت أقربائه يتهمونه بالكذب. ستكون كاذباً للأبد إن كنتَ كاتباً صادقاً. 
ترجمة الشاعر أحمد العلي، دار أثر

***

قراءة ثانية لليلة لشبونة :
عن هذه الرواية

***

قراءة لبيدرو بارامو :
قراءةٌ ثانية و سريعة لهذه الرواية التي لن يُكتب مثلها أبداً، أعجز خوان رولفو قارئيه والنقاد، بطريقة بناء روايته وعوالمها الممتدة أزمنة ومكاناً، وأعجزت من يريد الكتابة عنها كما تفعل بي الآن، تدور حداث الرواية في قرية أشباح تُدعى كومالا وحول رجلٍ من الهلام يُدعي بيدرو بارامو.
خوان رولفو إبتدع عوالم الواقعية السحرية في أمريكا اللاتينية لذا أصبح عرابها الذي إختفطته السينما في النهاية، كانت تلك الرواية بمثابة مفتاح لذلك الفن الروائي، ورغم ذلك مات خوان مخلفاً ٤ أعمال أدبية : روايتين ومجموعتين قصصيتين فقط.
في ويكبيديا أثناء قراءتي لسيرته وجدت هذا الأقتباس مناسباً لما ورد في بداية التدوينة :
" لم يكن لرولفو على مدار سنوات طويلة سوى رواية وحيدة منشورة هي بيدرو بارامو. وكانت تعتبر تلك الرواية وكانها في فترة الحمل لمدة طويلة. وقد أكد رولفو أنه سوف يكمل الفكرة الأولى لتلك الرواية قبل أن يصبح في الثلاثين من عمره"
إصدار دار أثر.

***

 قراءة ثانية للهدنة :
عن هذه الرواية

***

نوارس تشي غيفارا :
مجموعة قصصية للقاصة الإمارتية مريم الساعدي، إن كنتم تحبون أن تدلفوا عالم القصص فإبدوأ بها، تتميز بلغتها السلسة ومواضيعها العميقة التي عالجتها بحس فكاهة سوادواي، عناوينها للقصص مميزة وملهمة .
كتاب خفيف بنكهة أدبية رقيقة في ١٤٤ ص إصدار دار أثر

***

راوية الأفلام :
إنني أتمالك نفسي إن إستطعت الكتابة يومياً، لستُ أدري كيف جعلت الأمور تتفلت مني كما الماء بين الأصابع، كُل ما أملك قوله أن الإنتظار  قام بتجميدي بشكلٍ ماتمهيداً للقضاء علي وقتلي بالحُكم  : بعدم القدرة على الكتابة.
إستعدتُ تلك المهارة القديمة بقراءة كتاب كُل ليلة، نعم لقد حدث شيءٌ في حياتي جعلني أستعيد ذاك النهم اللذيذ وتفضيله على أيقونة السنابتشات التي تلتهم الساعات بوحشية، أصبحتُ أغفو وأصابعي تُمسك الصفحة حتى لا تضيع لأستيقظ الفجر و يدي تقبض على نفس الصفحة.
رغم ذلك لا أستطيع الكتابة عما قرأت، ولا أجد قدرتي الكتابية الخاصة سوى قطعة صلصال يابسة ومُشوهة، حاولت الكتابة دون جدوى فيبست وجففت حتى تشوهت.
ببطء متحجر وصعوبة أكتب، أقاوم كُل الأشياء التي تسهم في عملية القتل تلك، و أحاول أن أعب صدري بالعزيمة التي تمنحني إياها سطوة الكتابة، كُل ليلة أتخيل العناوين والكلمات ثم ... أتوقف.
تقوم الرواية الصغيرة الصارخة : " راوية الأفلام " بإيقاظ تلك القدرة، الشغف، الحب، واللعب بالكلمات والوصف . كتب هرننان تليريرا التشيلي القادم من مناجم الملح رواية ترتكز على طفولته، نوفيلا قصيرة مُبهرة و ممتلئة وفصيحة، سر الرواية هو الخلق ، لقد نجح تريننان في هذا حين رسم لنا وبإتقان حياة الراوية من البداية وحتى النهاية وجعلنا نلمس تفاصيل هذه الحياة بحواسنا .
يُثيرني حديثه عن وصول التلفاز لأول مرة إلى قرية الملح : قرية راوية الأفلام، فأتذكر ذكرياتٍ بعيدة جداً خزنتها أمي في رأسي عبر روايتها لنا، ذكرياتها الخاصة  وهي طفلة بإستقبال التلفزيون أول مرة  وكيف إستقبلوا في بيتهم الصندوق الجديد المليء بالصور الحية والأصوات الصداحة.
قالت لنا أمي عن ذكرياتهم البعيدة حين آتاهم هذا الصندوق المخيف، وكيف كانت تحتال على قوانين العائلة المجحفة بالنوم مبكراً للبنات ولتبدأ سهرة خالي الأكبر مع رفقته من المعلمين ومشاهدة المسرحيات الغنائية والأفلام والستْ وهي تغني، طبعاً بالأسود و الأبيض.
كانت أمي وإحدى خالاتي يحتلن على أخيهن مدرس العلوم الصارم بإغلاق الأنور والإنبطاح على بطونهن متكئات على جدار الباب لإخفاء رؤسهن فيما تكفلت دهشة المعلمين الكاملة بالصندوق العجيب بإبقاء أفواههم فاغرة حتى سماع وشوشة نهاية البث، وبالتالي عدم ملاحظتهم لجسدي امي وخالتي المطرحين أمامهم كأفاعي ضئيلة.
هذه الرواية يُمكنك إنهائها في قراءةٍ واحدة، إصدار دار بلومزبري للنشر.

***

أكتب هذه التدوينة ليلة الأول من رمضان عام ١٤٣٨ من الهجرة. بين يدي كتابين ضخمين لم أنهي قراءتهما، هل أضع لي حداً زمنياً لأنهيه ؟! أم أستمر في الإبتلاع بنهم ؟ لأكتشف قراءات وأنواع مختلفة من الكتب كما فعلت في رمضان الفائت ؟
 نهارات رمضان المباركة تحضني على القراءة والكتابة. بارك الله لنا ولكم فيه .

تعليقات

  1. حقق أقصى معدلات الإنتاجية لرفع كفاءة العمل من خلال إنشاء كول سنتر احترافي
    لمزيد من التفاصيل يمكنك تصفح مدونة مدن التقنية | https://modn.com/ar/Reach-the-maximum-work-efficiency-through-an-integrated-call-center-solution

    ردحذف
  2. اتصال آمن مع أنظمة الاتصال الداخلي للمنازل والشركات

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحر وكتاب وقمر

" لتبدأ الحياة كل يوم كما لوأنها بدأت للتو " غوته ( 1 ) الإجازة فرصة لتغوص أكثر في ذاتك ، تجربة جديدة لأرضٍ جديدة تزورها.. تكتشفها ، تبحث عن تاريخها المدون على سمائها وفي أوراق حشائشها . الإجازة تعني لي لذةً جميلة تتناسل كل عام للتوحد مع كتاب وإتمامه في أيامٍ معدودات على ضوء قمر وشاطيء ورائحة ملح ، أو تحت ظل شجرة وهدوء ظهيرة باردة ، الإجازة محاولة للتحرر من الضغوط و الإلتزامات السخيفة المكبلة لي .. الإجازة حرية مؤقتة تُهديها نفسك ، وعلاقة تجددها مع الروح لتكون روحك هي صديقة روحك .. الإجازة أنت وأنا ولا شيء آخر . ( 2 ) البدايات صعبة و القراءة كأي بداية متعثرة متخبطة غير ثابتة كخطى الطفل الرضيع ، بداياتي كبداياتكم جميعاً قصص المغامرات والألغاز، شُغفت بها اقتنيت كل ما قدرت عليه .. المغامرون الخمسة ، رجل المستحيل ، ملف المستقبل ،( حتى الروايات العاطفية جاء عليها الدور بس ما طولت فيها ).. انغمست في أدب آجاثا حتى النخاع ، غمرني محفوظ ابو روايتنا بحنانه وقوته الروائية ، بدأت أتنوع ... أحرص على أن استفيد من الكُتب ومن القراءة .. قبل أن اقتني أي كتاب ابحث عنه وأصنفه وأق

هل ننجو من لعنة الفراعنة؟ إليكم ماحدث ..

مقولة مثل كل المقولات ! رماها أحدهم في الفضاء وتلقفتها الأفوه؛ لاكتها، عجنتها، تندرت بها، توجست منها، ثمّ: صدقتها . تلك هي حكاية لعنة الفراعنة باختصار ! منذ أن افتتح كارتر مقبرة توت غنع آمون وهناك من يؤمن بتلك اللعنة، وهناك من يضحك على من يؤمن بها … لعل ضحكه يدفع شراً ما، لكن الجميع يتفق على أنها ظاهرة غريبة ليس لها تفسير، أو قد تحمل تفسيراً أُوري في الخفاء كما يحدث مع ظاهرة موت لاعبي كرة القدم بالسكتات القلبية هذه الأيام :) ! لم يمت أحدٌ ممن اكتشفوا مقبرة (واح ـ تي) في نوفمبر  2018 ، وهو مسؤول كبير _ كاهن للسلالة الخامسة من أسرة الفراعنة _ ، حوت المقبرة عدة موميات لوالدة هذا الكاهن وأولاده وزوجته، إضافة لموميات لبوة وشبل أسد، حوت المقبرة قصة حياة " واح تي " وتاريخاً آخر لصراعٍ عاشه مع مواطن فرعوني آخر أراد أن يطمس حضوره بعد الموت واستولى على المقبرة عله يحظى بجنة (واح - تي) بعد الموت ! خلال ساعتان مركزة من السرد المرئي لاكتشاف غرفة  

ورطة القارئ في الأعياد: نصائح لقراءة منعشة خلال أيام الإجازة القصيرة

  تبدو عطل الأعياد بمثابة شهيق طويل نلتقط فيه أنفاسنا، بعد مسيرة الأعمال المحمومة، ودائرة الروتين اليومي، نخلد فيها للوسائد باطمئنان، نلتهم السعادة مع سكاكر الصغار وحلويات العيد. حتى تداهمنا تلك اللحظة الفارغة!  تلك اللحظة التي تقع وسط نهر الزمن اللاهث وتتجمد العقارب فيها فتبحث داخلك وحولك عن ما يمكن أن يملأها: فيلم؟ كتاب؟ أم نزهة مختلفة؟ بالنسبة لي تكون هذه العطل القصيرة  بمثابة احتفال قرائي أختار فيه كتاباً بعشوائية تلائم نمط فوضى هذه الأيام، أسميه كتاب العيد وأغوص فيه بكل حواسي. مررت بعشرات الأعياد، عشت فيها تجارب مختلفة مع كتب عديدة: منها ما كان اختياره في هذا التوقيت موفقاً ورسخ داخلي قراءة لا تنسى، ومنها ما كان اختياره مروعاً! وتحول لزومبي يزورني ليالي العيد الساكنة السوادء وأثناء غيبوبات نعاس العصر الطويل. في هذا المقال سأستعرض معكم بعض هذه التجارب، ولن أنسى إضافة بعض النصائح المركزة للفوز حقاً بقراءة منعشة في هذه الإجازة القصيرة. فرانكشتاين في بغداد: اخترت فرانكشتاين في بغداد دون الاعتبار لتنافر موضوع الرواية الرهيب مع توقيت (العيد).  بدأت بها مساء يوم العيد بعد إرهاق التقبيل ا