التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٦

29

عاجزةٌ عن الكتابة، وعضلاتي متيبسة إزاء الأوراق . لابأس لأقرأ كثيراً أو لأكتبُ ما أريدُ كتابته ... أو لا أكتب شيئاً أبداً .. من كتاب: " لماذا نكتب؟ " إصدار الدار العربية للعلوم كتبت إيزابيل اللندي تصف حالها بعد وفاة بُنيتها الشابة باولا : " إذن بت أعرف بأنني إذا ما أُصبتُ بحبسة الكاتب، فيمكنني أن أكتب في غير الخيال. كتابة المذكرات لها إيجابياتها، فأنا أعرف بأنه لايمكن إبتزازي، لإنني لا أخفي أية أسرار . ولكنني لا أزال خائفة من  امتناع قدرتي عن الكتابة، الأمر أشبه بإبتلاع الرمل إنه مروع . " ****  كتبت بضعة سطور في الأيام الفائتة، مخافة ان تهرب مني الكلمات حين يكون الوقتُ والمزاج مهيئان تماماً للكتابة .. إنه درسٌ وعيته جيدً من قراءة سير الكُتاب وأسلوب حياتهم، موراكامي، ماركيز، إبراهيم العريس، ونجيب محفوظ والقائمة بلا نهاية ... .. أُكتُب كل يوم .. يجب ان يكون هناك وقتٌ يومي تخصصه للكتابة، أكتب أي شيء ولكن لا تجلس خالي الوفاض أماما شاشة حاسوبك أو أوراقك ... أكتُب أي شيء !* **** أعيشُ في الصفحات الأخيرة من روايتيّ : زوربا وخمسة أصوات .. كانت إحداهما تسابق الأخرى

من أين تأتي الكتب؟ من أين تأتي القطط ؟

قائمتي من معرض الرياض للكتاب 18 مارس 2016: من المفترض أن ينتابني الحزن بما أن يومين قد مرا دون كتابة أو قراءة، ماقبل البارحة كان طفلي مصاباً بالحُمى وحين هدأت فورة الحُمى نُمتُ مبكراً كجثة، وأنا عادة لا أقرأ سوى ليلاٌ. أما البارحة فقد كانت فقد كُنت مستغرقة تماماً لعمل خط سير لزيارتي التي قمت بها اليوم للمعرض، وقد أفلحت إذ كانت سهرتي الليلية بكاملها لأجل ذلك,, فقد نجحت في في التوفيق لزيارة سريعة مدتها كحد أقصى ثلاث ساعات مروراً بأكثر من عشرة دور للنشر والقيام بشراء عناوين محددة بعينها في قائمة مسبقة،  أعددتها على مدى عام .. وكان مُعيني مفكرة الهاتف النقال، ومفكرة الشنطة الصغيرة وموقع الجودريدز. زيارةٌ خاطفة، وطفلُ محموم ومصابٌ بالإسهال ينتظرني.. ضياع بعض الأشياء يبدو منطقياً أثناء الرحلة، لقد أضعتُ كتاباً، وهي المرة الأولى التي يحدث معي ذلك .. لكن كلما تذكرت ظروفي المحيطة آنذاك حمدت الله أنها أتت على ضياع كتابٍ واحد، وليس أكثر أو فقدتُ محفظتي أو هاتفي .. الرواية المفقودة هي رواية نسيم الصبا من إصدار دار كلمة للنمساوي : " دانيال غلاتاور" وقد قرأت فقط ماخلف الك

حوادث صغيرة

كان تناولي للبيض المخفوق مع العسل من أولى مغامراتي وأنا طفلة ... لقد ناولني أبي كوباً  مملوءاً بسائل برتقالي ظننته عصير برتقال لأكتشف بعد أن اخترقتني كثافة البيض السائل أن أبي كان يبحث عن علاج لسعالي المزمن في وصفة شعبية قوامها بيضٌ نيء وعسل لانجنيز الألماني  *** سرقتُ مثلجات خالي الذي يكبرني بأربعة أعوام  من الفريزر في بيت جدي وجدتي، عاقبني بأن استغل فضولي في أحد الأيام. طلب مني أن أرى ما داخل حاوية القمامة أمام البيت لتقفز قطةٌ سوداء على وجهي! حرفياً :  لقد قفزت عليه، لتتسلق فمي وأنفي وشعري وتحدث خدوشاً فيه، ونِدبةً لازلت أحملها داخلي حتى الآن على هيئة رعبٍ من القطط . *** قصصتُ شعري .. لا أذكر سوى أني أردته قصيراً مثل ما يُسمى : " الكاريه الفرنسي" .. لكنه غدى أقصر من ذلك كشعر الأولاد بخصلاتٍ طويلة كستنائية .. في البداية قمت بتسريحة كجديلةٍ على ظهري ومن ثمَّ أمسكتُ المقص بيدي اليمنى عمودياً للأسفل بوضع مقلوب .. وقصصته ! لقد غضبت مني أمي .. لكن صديقتي نورة ذات الشعر المتقن القصير قالت : أنها قصةٌ بديعة .. أما جارتنا أم بسام قالت لي : _أثناء زيارة الجيران الصباحية_ أن

28

مالذي يعنيه أن تنسى كتابك على منضدة فندق أو على مقعد طائرة ؟ يعني ببساطة أنك تقرأ . *** نسيت رواية الصديقة مريم في الفندق أثناء إجازة الصيف الماضي، هل حزنت؟ نعم ... قليلاً ، ما أزاح شعور الحُزن هو تخيل قاريءٍ ما يقرأه، أهديتُ عامل خدمة الغرف كُتيب جيب صغيراً، سألته عن اسمه أجاب بأنه عثمان من رواندا ... عثمان بقامته الطويلة ووجهه المُدور الأسود الطيب دائماً ما أراه في مخيلتي منكفياً على رواية مريم قارئاً بشغف " أنثى لا تحتمل العيش " . **** قرأتُ تاج السر لأول مرة في رواية صائد اليرقات، عنوانٌ مثير .. دوماً تجتذبني العناوين لقراءة الكتب، تخيلتُها روايةً عن رجلٌ سواداني بسيط ثوبه فضفاض أكثر مماينبغي ويحمل شبكة صيد الفراشات ويصطادها .. لا أدري ما علاقة الفراشة باليرقة سوى أن الأخيرة طورٌ من أطوار نموها ... وبعد قراءة الرواية إكتشفتُ انها عن موضوعٍ مخالف تماماً . إنها روايةٌ عن رجلٌ إكتشف ذات لحظة أنه يُريد أن يكتُب، هكذا فجأة بدون مقدمات إكتشف عبد الله فرفار رجل الأمن السري السابق ذو الساق الخشبية أن لديه الكثير ليكتبه وأنه يقدر على كتابته قصة أو روية ! "