التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٣

24

ليس لي خلاص منذ أن دققت المسمار الأول، حاولت التغاضي والتجاهل عن كتابة قراءاتي الأخيرة، لإن ذلك ولابد وأن يودي بي لبئرٍ عميقة من الإرهاق ... في البداية أكملت مجموعة بوتزاني، والذي كان محرضي الآول في قراءته كافكا، وفي كُل قصة كُنتث أبتسم وأقول لنفسي ربما لم يصدُق،.. لعله قرأ كافكا في الخفاء، كاتبٌ كابوسي معجون بهم الرجل اليومي، الموظف الحكومي المتورط، الكاتب، الرسام .. ثيمات بوتزاني متنوعة وربما أكثر بساطة من كافكا، ولعلها بساطة قد تُفضي لتعقيد .. *** سأقفز بعيداً عن بوتزاني لإني سأعود في قراءة ثانية له، سآتي لمارتين سانتومي بطل رواية الهدنة لماريو بينيديتي، كيف ممكن أن تكون صورة مؤلف وملامحه محفزك للقفز أكثر في عالمه؟ هل يمكنني القول بأن ملامح بينيديتي هي التي كتبت الكتاب ؟ هناك شيء من الطيبة الممزوجة بنقمة دائمة على هذا العالم أقرأها في وجه بينيديتي العجوز . كتب بينيديتي الهدنة وهو على ضفاف الأربعين، ورسم حال محاسبٍ كهل على ضفاف الخمسين، أرمل وووحيد، من خلال اليوميات المكتوبة لمارتين سانتومي .. في كل صفحة أتأكد من أن سانتومي هذا شخصية كافكا

بثرة

لست أدري متى بدأ الموضوع، كل ماأذكره هو النغزة الخفيفة للزاوية العلوية في شفتي اليسرى وأنا أقضم قطعة البيتزا الأولى.... كان ذلك مساءاً بعد أن إستيقظتُ من نومٍ عنيف مليء بالكوابيس، لم يكن هناك شيءٌ غيرُ إعتيادي في هذا اليوم، يوم سبتٍ بارد، إستيقظت فيه صباحاً وخرجت من حجرتي دون إفطار لأركب ( الميني باص ) ملتحفة عباءتي وعيناي تتلصصان من وراء النقاب كخفاشٍ مريض، وصلنا إلى المدرسة  التي تبعد قرابة كيلومتر واحد في المجمع السكني الذي أسكنه بعد أن انتقلت من مدينتي الصغيرة للعاصمة لأجل التدريس، لم يحدث شيء .. خمسُ حصص مزدحمة بضجيج المراهقات ورائحة الحموضة الخانقة لمزيج رائحة الفلافل والعرق، والحصة السادسة إستدعتني المديرة لأدرس فوق نصابي مادة الرياضيات.... تذكرتُ الآن الذي جعل قيلولتي تمتد إلى التاسعة وتزدحم بالكوابيس والصراخ! طلبت مني تدريس الصف الثاني مادة الرياضيات لإن المُدرسة الأساسية مريضة بوحام حَبَلْ الشهور الأولى، رفضتُ بكياسةلإن تخصصي علوم وليس رياضيات، فقالت بحزمٍ آمر ومقيت وهي تقلب بضع ورقات بيضاء مصفوفة على مكتبها ذي الزجاج الأسود : " يجب أنّ تدرسيهم، لا يوجد غيرك "