التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٢

17

" ( مرحباً )هتف العجوز . رفع القط الأسود الكهل الضخم رأسه قليلاً، ورد التحية مستغرباً بنوع من الهمهمة . ( الطقس رائع اليوم، أليس كذلك ؟ ) ( ممم ) ( ولا سحابة في السماء ) . ( ... حتى الآن ) . ( سيسوء الجو إذن ) . ( أشعرُ أنها ستغيم في المساء ) . مط القط الأسود قائمتيه الخلفيتين ببطء، ثم زم عينيه ونظر ثانية إلى العجوز نظرة طويلة فاحصة ... " * كافكا على الشاطئ أكتبُ الآن وبجانبي  4 كتب أستدعي أحدها مابين ومضة وأخرى، وأنا أحاول كتابة شيء عن " كافكا على الشاطئ " ... كاتبٌ ملهمٌ صحيح ذاك الذي يجعلك تستدعي رفوفك إلى جانبك لتعينك في حشد كُلِ الأفكار التي قفزت وأنت تقرأهُ ؟ .. فمابالكم لو علمتم بأي الكتب التي جاءت تختالُ إلي من بينِ رفوفها ؟ أحضرتُ المجلد الأول لأعمال كافكا الكاملة، وكتابي ماركيز : القصص القصيرة الكاملة " و " نعيشُ لنروي " ، والكتاب الرئيس : " كافكا على الشاطئ " لهاروكي مورا كامي . أكتبُ ولعلي أتمُ هذه الكتابة عنه، ففي كُل ليلة تفرُ مني ناقصة فتأتي الليلة التالية وأحاول وصل المبتور فلا أقدر ... لم أكن مثل شهر

في معنى جديد للخفة

الريح ساكنة خلف الجدران، والرطوبة تعتم عيناي رغم جهاز التكييف الكوري النافث في فضاء الغرفة ... أشعر بالريح الساكنة والرطوبة المبللة وانا خلف جدران شقتنا الصغيرة، جائعة جداً بعد أن آخر وجبة في الثانية ظهراً التي هي : قطعة خبز فرنسي وشاي فواكه ... والمنبه سينخس الوقت بعد ساعتين من الآن ولازلتُ أفكر : أكتب أم لا أكتب ؟ كُنتُ سأحجم عن الكتابة بعد قطيعة طويلة نسبياً، حين بقيت معلقة من قدمي في منتصف خيط الحيرة واليأس والخوف  كبهلوانٍ مبتدئ بعد أن تلاشت بيانات جهازي المحمول بضغطة زر خاطئة وانمحى كُل شيء . وضعتُ يدي على قلبي وودتُ لو بكيتُ مثل طفلٍ رضيع وأنا أسأل أخي الذي ضغط الزر المميت : هل ضاعت الصور يا " خالد " ؟وصورتي ؟ وصورة أمي ؟وخالي الذي دلني على أسطورة الجواسيس وعوالم المخابرات ؟ هل ذهبت يوميات حج مكة التي بدأتُ في كتابتها ؟ وقصتي مع منصور بدران التي رويتها وكتبتها ذات ليلة ؟ وتلك الخطوط الصغيرة لقصة أرجو ان تكون عجيبة ؟ هل ذهب كُل هذا يا خالد ؟ هل راح ؟ يتورط خالد بالإجابة ويغص، تلك الغصة التي جعلتي أدرك ان تلك العوالم التي بنيتها خلف شاشة الكريستال السائل قد تلاشت.