التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١١

" المسخ " _ فرانز كافكا

أن تُسلم رأسك للمخدة وعينيك للرقاد وتحت وسادتك يقبع كتاب " المسخ "لكافكا لهو أمرٌ بالغ الصعوبة بل قد يصل حد الإستحالة ! فرانز كافكا الفتى التشيكي ذي الديانة اليهودية والنشأة الألمانية جعلني أفضل إكمال روايته على ان أستسلم للنوم وفي روايته بقايا صفحات غير مقرؤة ، مستحيل كيف يمكن أن أنام وانا لمّ أدرِ بعد بالذي حل بغريغور سامسا بعد تحوله الفضيع ؟ فجأة استقيظ الفتى المنهك في عملٍ كئيب مرهق ليجد نفسه حشرة ، صرصار ، خنفساء روث _ كما زعقت بذلك ذات مرة الخادمة العجوز _ استيقظ ليجد ظهره قاسياً محدباً بشكل مؤلم ، وبطنه مليء بحلقات بارزة سمراء وعدة أرجل قصيرة هشة .. ياإلهي ! كل ما فكرت فيه كيف تحول هكذا بين ليلة وضحاها ، فيما كان هو " غريغور " يُعمل فكره في إيجاد عذرٍ لتخلفه عن رحلة العمل حتى يعود لطبيعته .. مسكين غريغور كل ما وثب لحظتها في دماغه العمل ، العمل الذي يعيله ويعيل أسرته ويجعلها تعيش الحياة بشكلٍ مريح .. حاول النهوض ، أصيب بأكثر من رضة ولكنه كان يقول لنفسه " حسناً سألحق قطار الثامنة " نسي أو تناسى أنه حشرة ، فيما كانت ردة فعل أبيه وامه وأخته

رواية ميمونة لمحمود تراوري

حين تهيأتُ لختمِ الرواية أحضرتُ مجموعة من الكتب التي تحمل الطابع الروائي ووضعتها بجانبي ،إنهاءُ كتابٍ ما يمنحك لذة الإنجاز وتلك لعمري لذةٌ لا تعادلها لذة ! بدأت الرواية وكدتُ ألا أكملها ، لفرط جزالة اللغة وكثافتها فحين أقرأ رواية ما يجذبني الحدث أكثر من اللغة المروية وفي " ميمونة " كان يقدم حكايا الأشخاص بلغة وافرة المفردات، فصيحها ، مستعيناً بكمٍ هائل من التشبيهات والإستعارات كادت أن تعوق قراءتي لولا حكاية : " ميمونة " . الرائع في محمود تراوري إضافة إلى اللغة ، طريقة سرد الرواية ليس كما أعتدت حيث اعتدت على راوٍ يروي الحدث ،في ميمونة كل شخصية تقصُ أيها القارئ الفاضل قصتها .. تحكي حكاية الترحال من عوالم إفريقيا إلى مكة البيضاء ، ومدينة الرسول الحبيب عليه الصلاة والسلام .. الحكايا التي تعبق بريح الند والصندل والحناء وأشجار المانغو والموز ، لتحط في رمال الجزيرة وتبدأ رحلة مؤلمة تنادي الإنسان وتقتل فيها العبودية والرق .. ميمونة ، أمها ، أبيها ، خالتها ، عمر مسك ، قدس ، كلٌ روى الحكاية بطريقته .. وعشتها معه .. محمود بدأ بإهداء الرواية إلى من اسماها " حواء &q

عزاء للرمال .. ! الثبيتي إلى رحمة الله..

ماذا تريدين؟ لن أهديكِ راياتِي ولن أمدّ على كفَّيكِ واحاتِي أغرّكِ الحلم – في عيني مشتعلٌ لن تعبريهِ ... فهذا بعض آياتِي إن كنت أبحرت في عينك منتجعاً وجه الربيع، فما ألقيت مرساتِي هذا بعيري على الأبواب منتصب لم تعش عينيه أضواء المطاراتِ وتلك في هاجس الصحراء أغنيتي تهدهد العشق في مرعى شويهاتِي *** أنا حصان قديم فوق غرّته توزع الشمس أنوار الصباحاتِ أنا حصان عصيّ لا يطوعه بوح العناقيد أو عطر الهنيهاتِ أتيت أركض والصحراء تتبعني وأحرف الرمل تجري بين خطواتِي أتيت أنتعل الآفاق أمنحها جرحي، وأبحث فيها عن بداياتِي يا أنت لو تسكبين البدر في كبدي أو تشعلين دماء البحر في ذاتِي فلن تزيلي بقايا الرمل عن كتفي ولا عبير الخزامي من عباءاتِي هذي الشقوق التي تختال في قدمي قصائد صاغها نبض المسافاتِ وهذه البسمة العطشى على شفتي نَهرٌ من الريح عذريُّ الحكاياتِ *** ماذا ترين بكفّي.. هل قرأتِ به تاريخَ عُمرٍ مليء بالجراحاتِ ماذا ترين بكفّي ؟ هل قرأت به عرسَ الليالي وأفراحَ السماواتِ وهل قرأت به ناراً مؤجّجة ومارداً يحتويه الموسمُ الآتِي صفحة