٥ كُتب مفتوحة وسينما بديعة
لم أعتد أن أترك كتاباً دون تتمة لقراءته، تلك عادةٌ جيدة. حدث مؤخراً أن نقضت هذه العادة وتركت لأول مرة كتاباً دون تتمة! كان كتاب في الثورة لحنه أرندت، بعد هذه التركة المشئومة أصبحت عادتي الجديدة : هي تركُ الكتب دون تتمة! كُنتُ بكل ما أوتيت من صبرٍ أكافحها بمبيدٍ لا مرئي، أدفع الكسل، أخطط بالأقلام الملونة، أقرأ عن سير الكُتاب وأحاول خلق نار الحماسة في عقلي لأنطلق، إلا أن كُل تلك المحاولات كانت بطيئة المفعول أمام تسويفي الدائم والممتد للأبد ، أُصبتُ بالذعر قبل ليلة حين إكتشفت العدد ٥ في الرف الخاص بالكُتب المقروءة حالياًعلى ال goodreads !!
١* أفروديت ـ إيزابيل اللندي :
إنه كتاب وصفاتٍ فاخر، لم أمل منه أبداً، إذا مالذي حدث ؟ كُل اللذي حدث أنني أصبتُ بالإرهاق من القراءة الألكترونية ومحاولة الإقتباس من كل صفحة وتوقفت، أريد هذا الكتاب ورقياً بأي ثمن! هناك شيءٌ حانق يخربش في صدري لإني شاهدت هذا الكتاب قبل عدة سنوات في مكتبة نادي الكتاب وأمسكت به وقرأت مقدمته الفاحشة قليلاً وذُعرت، ثم : خجلت وتركته على الرف. القاريء لايخجل من أي كتابٍ أبداً .
٢* لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر :
أحتاجُ لإن أبقي هذا الكتاب بحجمه الظريف المناسب لحقائب اليد دون تتمة، الحوادث المُلهمة، المقالات المختلفة القصيرة المركزة . لقدأغرمت بمؤلفه : ريتشارد كارلسون وبُكل ما يكتبه. نعم هذا الكتاب سأبقيه بسعادة دون نهاية .
٣* موبي ديك ـ هرمان ملفل :
لازلت في موسوعة صيد الحيتان أحاول بكل ما أوتيت من القوة أن أحافظ على ذاكرتي الخاصة بهذا العمل متيقظة ومحتفظة بتفاصيل الرواية، القبطان هو آخاب، الراوي إسماعيل، كويكرج صديق إسماعيل في الرحلة فتى يأكل البشر وأقلع عن هذه العادة .....الخ.
٤* الوصمة البشرية ـ فيليب روث :
رغم قراءتي لأكثر من عملٍ أدبي يعتمد على تقنية تيار الوعي إلا أن أسلوب فيليب لم يستطع مقاومة نعاسي! هل أصبحتُ كهلة وغير مؤهلة لحداثة الأدب ؟
٥* الأخوة كارامازوف ـ دستويفسكي :
شيءٌ محبط أن تكتشف عدم لياقتك لقراءة هذه الملحمة التي أنهى بها دستويفسكي حياته، خلاصة عمره. أعتقد أنني لم أكن بالجدية اللازمة قبل قراءتها وستكون خطوة إعادة القراءة أهمُ حدثٍ قادم.
***
البائع
أنت تكره الفيلم، ليس مهماً! الأهم أن يحرث فيك ويجعلك تقلب عقلك وأفكارك فتجعل عاليها سافلها، يجعلك تفكر فيمن معه الحق؟ ولماذا حصل ذاك ومات هذا ؟ ومالذي سيحصل في النهاية؟
تعرفتُ على أصغر فرهادي أول مرة عبر فيلم إنفصال نادر عن سيمين والذي جعلني أغوص في تفاصيل حياة نادر وسيمين وأبنتهما والجد والخادمة، كم تجعلنا الحوادث الصغيرة هشين ومساكين. لكن في الحقيقة هل كان إنفصالهما حادثاً صغيراً؟
أم كان يعني إنهياراً كاملاً ؟
في فيلم البائع الذي حاز على أوسكار الأفلام الأجنبية هذا العام، مستوحياً من مسرحية آرثر ميلر " موت بائع متجول". يؤدي زوجان إيرانيان " عماد " و " رنا " في طهران أدوراً رئيسية في هذه المسرحية، هُما من متذوقي الأدب و مهتمين بالثقافة، الزوج مدرس له علاقته الخاصة والقريبة من طُلابه، وزوجته ممثلة مسرحية ولم يُرزقا بعد بأطفال.
تنهار حياتهما السعيدة مع إنهيار شقتهما الصغيرة في مبنى تهدمه جرافات الحكومة، يقتحمها سكنٌ جديد إنتقلا إليه مُضطرين بعد حادثة الهدم، يتبادلان النكات و يبتهجان بهذه الشقة العلوية التي دلهما عليها صديقهما في المسرح. يبدو كبيت العمر : غرفٌ فسيحة ومطبخٌ صغير ظريف. في الليل وأثناء ترتيب الزوجة للإنتقال لهذه الشقة يكتشفان حجرة مُغلقة، من هذه الحجرة تخرج لعنةٌ ما وتتصاعد منها الأحداث ليكتشف الزوجان كم تُشبه حياتهما المسرحية.
رغم كرهي لهذا الفيلم المرعب إلا أن عبقريته قامت بفرم عقلي بنعومة وجعلتني أفكر في الزوجين لأيام ، ولماذا حدث لهما ماحدث ؟! لماذا نشأت بين الزوجين مشاعر خفية بعد حادثة البائع المشئومة، هل كانت تلك المشاعر موجودة ولم تحتج سوى لمحراث كي تنمو وتبدأ في الظهور؟
في بداية عروض المسرحية تنمو الخناقات بين ممثلين ثانويين وهما زوجان صديقان ل "رنا " و " عماد " حين يسخر الزوج من زوجته التي تمثل دور إمرأة عارية فيما هي ترتدي البالطو السميك، و كلما تقدما في عروض المسرحية كانا "عماد "و "رنا " وهما من كان يقومان بدور ويلي و زوجته ينهاران تحت أشياء و قوى غامضة، ومع العرض النهائي حين مات ويلي ـ وهو عماد في الحقيقة ـ على المسرح أمام جمهورٍ عريض من بينهم طلبته في المدرسة تبدو علاقته الزوجية مع رنا وقد انتهت.
لم أعتد أن أترك كتاباً دون تتمة لقراءته، تلك عادةٌ جيدة. حدث مؤخراً أن نقضت هذه العادة وتركت لأول مرة كتاباً دون تتمة! كان كتاب في الثورة لحنه أرندت، بعد هذه التركة المشئومة أصبحت عادتي الجديدة : هي تركُ الكتب دون تتمة! كُنتُ بكل ما أوتيت من صبرٍ أكافحها بمبيدٍ لا مرئي، أدفع الكسل، أخطط بالأقلام الملونة، أقرأ عن سير الكُتاب وأحاول خلق نار الحماسة في عقلي لأنطلق، إلا أن كُل تلك المحاولات كانت بطيئة المفعول أمام تسويفي الدائم والممتد للأبد ، أُصبتُ بالذعر قبل ليلة حين إكتشفت العدد ٥ في الرف الخاص بالكُتب المقروءة حالياًعلى ال goodreads !!
١* أفروديت ـ إيزابيل اللندي :
إنه كتاب وصفاتٍ فاخر، لم أمل منه أبداً، إذا مالذي حدث ؟ كُل اللذي حدث أنني أصبتُ بالإرهاق من القراءة الألكترونية ومحاولة الإقتباس من كل صفحة وتوقفت، أريد هذا الكتاب ورقياً بأي ثمن! هناك شيءٌ حانق يخربش في صدري لإني شاهدت هذا الكتاب قبل عدة سنوات في مكتبة نادي الكتاب وأمسكت به وقرأت مقدمته الفاحشة قليلاً وذُعرت، ثم : خجلت وتركته على الرف. القاريء لايخجل من أي كتابٍ أبداً .
٢* لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر :
أحتاجُ لإن أبقي هذا الكتاب بحجمه الظريف المناسب لحقائب اليد دون تتمة، الحوادث المُلهمة، المقالات المختلفة القصيرة المركزة . لقدأغرمت بمؤلفه : ريتشارد كارلسون وبُكل ما يكتبه. نعم هذا الكتاب سأبقيه بسعادة دون نهاية .
٣* موبي ديك ـ هرمان ملفل :
لازلت في موسوعة صيد الحيتان أحاول بكل ما أوتيت من القوة أن أحافظ على ذاكرتي الخاصة بهذا العمل متيقظة ومحتفظة بتفاصيل الرواية، القبطان هو آخاب، الراوي إسماعيل، كويكرج صديق إسماعيل في الرحلة فتى يأكل البشر وأقلع عن هذه العادة .....الخ.
٤* الوصمة البشرية ـ فيليب روث :
رغم قراءتي لأكثر من عملٍ أدبي يعتمد على تقنية تيار الوعي إلا أن أسلوب فيليب لم يستطع مقاومة نعاسي! هل أصبحتُ كهلة وغير مؤهلة لحداثة الأدب ؟
٥* الأخوة كارامازوف ـ دستويفسكي :
شيءٌ محبط أن تكتشف عدم لياقتك لقراءة هذه الملحمة التي أنهى بها دستويفسكي حياته، خلاصة عمره. أعتقد أنني لم أكن بالجدية اللازمة قبل قراءتها وستكون خطوة إعادة القراءة أهمُ حدثٍ قادم.
***
البائع
أنت تكره الفيلم، ليس مهماً! الأهم أن يحرث فيك ويجعلك تقلب عقلك وأفكارك فتجعل عاليها سافلها، يجعلك تفكر فيمن معه الحق؟ ولماذا حصل ذاك ومات هذا ؟ ومالذي سيحصل في النهاية؟
تعرفتُ على أصغر فرهادي أول مرة عبر فيلم إنفصال نادر عن سيمين والذي جعلني أغوص في تفاصيل حياة نادر وسيمين وأبنتهما والجد والخادمة، كم تجعلنا الحوادث الصغيرة هشين ومساكين. لكن في الحقيقة هل كان إنفصالهما حادثاً صغيراً؟
أم كان يعني إنهياراً كاملاً ؟
في فيلم البائع الذي حاز على أوسكار الأفلام الأجنبية هذا العام، مستوحياً من مسرحية آرثر ميلر " موت بائع متجول". يؤدي زوجان إيرانيان " عماد " و " رنا " في طهران أدوراً رئيسية في هذه المسرحية، هُما من متذوقي الأدب و مهتمين بالثقافة، الزوج مدرس له علاقته الخاصة والقريبة من طُلابه، وزوجته ممثلة مسرحية ولم يُرزقا بعد بأطفال.
تنهار حياتهما السعيدة مع إنهيار شقتهما الصغيرة في مبنى تهدمه جرافات الحكومة، يقتحمها سكنٌ جديد إنتقلا إليه مُضطرين بعد حادثة الهدم، يتبادلان النكات و يبتهجان بهذه الشقة العلوية التي دلهما عليها صديقهما في المسرح. يبدو كبيت العمر : غرفٌ فسيحة ومطبخٌ صغير ظريف. في الليل وأثناء ترتيب الزوجة للإنتقال لهذه الشقة يكتشفان حجرة مُغلقة، من هذه الحجرة تخرج لعنةٌ ما وتتصاعد منها الأحداث ليكتشف الزوجان كم تُشبه حياتهما المسرحية.
رغم كرهي لهذا الفيلم المرعب إلا أن عبقريته قامت بفرم عقلي بنعومة وجعلتني أفكر في الزوجين لأيام ، ولماذا حدث لهما ماحدث ؟! لماذا نشأت بين الزوجين مشاعر خفية بعد حادثة البائع المشئومة، هل كانت تلك المشاعر موجودة ولم تحتج سوى لمحراث كي تنمو وتبدأ في الظهور؟
في بداية عروض المسرحية تنمو الخناقات بين ممثلين ثانويين وهما زوجان صديقان ل "رنا " و " عماد " حين يسخر الزوج من زوجته التي تمثل دور إمرأة عارية فيما هي ترتدي البالطو السميك، و كلما تقدما في عروض المسرحية كانا "عماد "و "رنا " وهما من كان يقومان بدور ويلي و زوجته ينهاران تحت أشياء و قوى غامضة، ومع العرض النهائي حين مات ويلي ـ وهو عماد في الحقيقة ـ على المسرح أمام جمهورٍ عريض من بينهم طلبته في المدرسة تبدو علاقته الزوجية مع رنا وقد انتهت.
هذا الفيلم بعد ان شاهدته جعلني افكر مثلك، ما لاحظته في افلام اصغر فرهادي تبدأ القصة بشيء بسيط ومن ثم تبدأ الاحداث وتجعلك تفكر وكأن الفيلم حقيقة، احب افلامه بسيطة لكنها عميقة .
ردحذفتحياتي
Tips to Increase Customer Satisfactions - Shipping Companies
ردحذف| For more details, you can visit Modn storehttps://modn.com/en/tips-to-increase-customer-satisfactions-shipping-companies