التخطي إلى المحتوى الرئيسي

42

٥ كُتب مفتوحة وسينما بديعة

لم أعتد أن أترك كتاباً دون تتمة لقراءته، تلك عادةٌ جيدة. حدث مؤخراً أن نقضت هذه العادة وتركت لأول مرة كتاباً دون تتمة! كان كتاب في الثورة لحنه أرندت، بعد هذه التركة المشئومة أصبحت عادتي الجديدة : هي تركُ الكتب دون تتمة!  كُنتُ بكل ما أوتيت من صبرٍ أكافحها بمبيدٍ لا مرئي، أدفع الكسل، أخطط بالأقلام الملونة، أقرأ عن سير الكُتاب وأحاول خلق نار الحماسة في عقلي لأنطلق، إلا أن كُل تلك المحاولات كانت بطيئة المفعول أمام تسويفي الدائم والممتد للأبد ، أُصبتُ بالذعر قبل ليلة حين إكتشفت العدد ٥ في الرف الخاص بالكُتب المقروءة  حالياًعلى ال goodreads !!

١* أفروديت ـ إيزابيل اللندي :
إنه كتاب وصفاتٍ فاخر، لم أمل منه أبداً، إذا مالذي حدث ؟ كُل اللذي حدث أنني أصبتُ بالإرهاق من القراءة الألكترونية ومحاولة الإقتباس من كل صفحة وتوقفت، أريد هذا الكتاب ورقياً بأي ثمن! هناك شيءٌ حانق يخربش في صدري لإني شاهدت هذا الكتاب قبل عدة سنوات في مكتبة نادي الكتاب وأمسكت به وقرأت مقدمته الفاحشة قليلاً وذُعرت، ثم : خجلت وتركته على الرف. القاريء لايخجل من أي كتابٍ أبداً .

٢* لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر :
أحتاجُ لإن أبقي هذا الكتاب بحجمه الظريف المناسب لحقائب اليد دون تتمة، الحوادث المُلهمة، المقالات المختلفة القصيرة المركزة . لقدأغرمت بمؤلفه : ريتشارد كارلسون وبُكل ما يكتبه. نعم هذا الكتاب سأبقيه بسعادة دون نهاية .

٣* موبي ديك ـ هرمان ملفل :
لازلت في موسوعة صيد الحيتان أحاول بكل ما أوتيت من القوة أن أحافظ على ذاكرتي الخاصة بهذا العمل متيقظة ومحتفظة بتفاصيل الرواية، القبطان هو آخاب، الراوي إسماعيل، كويكرج صديق إسماعيل في الرحلة فتى يأكل البشر وأقلع عن هذه العادة .....الخ.

٤* الوصمة البشرية ـ فيليب روث :
رغم  قراءتي لأكثر من عملٍ أدبي يعتمد على تقنية تيار الوعي إلا أن أسلوب فيليب لم يستطع مقاومة نعاسي! هل أصبحتُ كهلة وغير مؤهلة لحداثة الأدب ؟

٥* الأخوة كارامازوف ـ دستويفسكي :
شيءٌ محبط أن تكتشف عدم لياقتك لقراءة هذه الملحمة التي أنهى بها دستويفسكي حياته، خلاصة عمره. أعتقد أنني لم أكن بالجدية اللازمة قبل قراءتها وستكون خطوة إعادة القراءة أهمُ حدثٍ  قادم.

***

البائع



أنت تكره الفيلم، ليس مهماً!  الأهم أن يحرث فيك ويجعلك تقلب عقلك وأفكارك فتجعل عاليها سافلها، يجعلك تفكر فيمن معه الحق؟ ولماذا حصل ذاك ومات هذا ؟ ومالذي سيحصل في النهاية؟
تعرفتُ على أصغر فرهادي أول مرة عبر فيلم إنفصال نادر عن سيمين والذي جعلني أغوص في تفاصيل حياة نادر وسيمين وأبنتهما والجد والخادمة، كم تجعلنا الحوادث الصغيرة هشين ومساكين. لكن في الحقيقة هل كان إنفصالهما حادثاً صغيراً؟
أم كان يعني إنهياراً كاملاً ؟
في فيلم البائع الذي حاز على أوسكار الأفلام الأجنبية هذا العام، مستوحياً من مسرحية آرثر ميلر " موت بائع متجول".   يؤدي زوجان إيرانيان " عماد " و " رنا " في طهران أدوراً رئيسية في هذه المسرحية، هُما من متذوقي الأدب و مهتمين بالثقافة، الزوج مدرس  له علاقته الخاصة والقريبة من طُلابه، وزوجته ممثلة مسرحية ولم يُرزقا بعد بأطفال.
تنهار حياتهما السعيدة مع إنهيار شقتهما الصغيرة في مبنى تهدمه جرافات الحكومة، يقتحمها سكنٌ جديد إنتقلا إليه مُضطرين بعد حادثة الهدم، يتبادلان النكات و يبتهجان بهذه الشقة العلوية التي دلهما عليها صديقهما في المسرح. يبدو كبيت العمر : غرفٌ فسيحة ومطبخٌ صغير ظريف. في الليل وأثناء ترتيب الزوجة للإنتقال لهذه الشقة يكتشفان حجرة مُغلقة، من هذه الحجرة تخرج لعنةٌ ما وتتصاعد منها الأحداث ليكتشف الزوجان كم تُشبه حياتهما المسرحية.
رغم كرهي لهذا الفيلم المرعب إلا أن عبقريته قامت بفرم عقلي بنعومة وجعلتني أفكر في الزوجين لأيام ، ولماذا حدث لهما ماحدث ؟! لماذا نشأت بين الزوجين مشاعر خفية بعد حادثة البائع المشئومة، هل كانت تلك المشاعر موجودة ولم تحتج سوى لمحراث كي تنمو وتبدأ في الظهور؟
 في بداية عروض المسرحية تنمو الخناقات بين ممثلين ثانويين وهما زوجان صديقان ل "رنا " و " عماد " حين يسخر الزوج من زوجته التي تمثل دور إمرأة عارية فيما هي ترتدي البالطو السميك، و كلما تقدما في عروض المسرحية كانا "عماد "و "رنا " وهما من كان يقومان بدور ويلي و زوجته ينهاران تحت أشياء و قوى غامضة، ومع العرض النهائي حين مات ويلي ـ وهو عماد في الحقيقة ـ على المسرح أمام جمهورٍ عريض من بينهم طلبته في المدرسة تبدو علاقته الزوجية مع رنا وقد انتهت.

تعليقات

  1. هذا الفيلم بعد ان شاهدته جعلني افكر مثلك، ما لاحظته في افلام اصغر فرهادي تبدأ القصة بشيء بسيط ومن ثم تبدأ الاحداث وتجعلك تفكر وكأن الفيلم حقيقة، احب افلامه بسيطة لكنها عميقة .
    تحياتي

    ردحذف
  2. Tips to Increase Customer Satisfactions - Shipping Companies
    | For more details, you can visit Modn storehttps://modn.com/en/tips-to-increase-customer-satisfactions-shipping-companies

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

( سرير الأشباح ) ... قصة قصيرة

أحسّ بموجة هواءٍ حارة ، عرف أن النافذة جواره فُتَحت لثانية ثم غُلَقت ، حاول أن يرفع رمشيه الباردين ، حاول أن يقاوم ثِقَل المرض الماكث في خلايا جفنيه ... ، حاول ولم يفلح ، تمنى أن يرى الدنيا من نافذة السيارة المُسجّى على مرتبتها .. كان رأسه يقع تحت كوتها مباشرة ، مرة ثانية أحس بشيئٍ حار يلسع وجهه دون أن يشم الهواء ، عَرَفّ أن الشمس نجحت في مقاومة غيمة وتبديد ظلمتها الرمادية . أعياه الإحساس المشلول بالأجساد والأشياء حوله ، تمنى لو يُقَطِعُ جسده ، يفتته إلى قِطّع صغيرة ، ثم يبعثر ذاته في الفضاء عبر النافذة حتى لا يبقى منه سوى دُفقة نور ... روحه المُنهكة ! حينها قد تفضحه رائحة المرض والسرطان الذي سكن هيكله المسكين بضع سنين ، ودمّر حياته ، حتى أنه ذاق الموت أو كاد مراتٍ عديدة... أصطدمت رأسه بالمرتبة الأمامية بفعل القصور الذاتي _ حين توقفت المركبة _ ... ماذا قُلت ؟؟ قصور ذاتي ؟؟ لازالت العلوم الطبيعية تحفر عقلي ، وتُذَكرني بأني كنت مُدرساً محبوباً لمادة العلوم ..احترق جفنّاي، لابد أن الدموع تثابر لمقاومة الصمغ المتلبد بين الرموش .. أحسست بيديّ إبني سعيد وهو يتحسس قدميّ ليطمئن عل...

نجار في رأسي (47)

أقرأ النباتية(١) الآن. كُنت قد قطعت شوطاً طويلاً حتى وصلت إليها مُعتبرة قراءتي لها الآن احتفاء بمثابرتي كما يجب: ١٥ كتاباً خلال ٥ شهور بواقع ٣ كتب شهرياً. *** تنتمي هذه الرواية لأدب الكارثة، وهي ثاني رواية  كارثية أقرأها خلال الفترة السابقة بعد رواية خرائط يونس للروائي المصري محمود حسني. في كل مرة أحاول التدوين تفترسني رغبة الحديث عن الخمسة عشر كتاباً! فأتبلبل وأضيع، تجاوزت معضلتي هذه بصعوبة في رمضان، ورغم التدوينة الرمضانية المحشورة محاولة مني لنفض غبار رأسي واستئناف الكتابة إلا أنها أتت كمن يطهو للمرة الأولى  ديك رومي ليلة الميلاد! لم أطهو ديكاً رومياً ولا مرة، إلا أن مشاهد ليلة رأس السنة  في الأفلام والمسلسلات جعلتني أقيس التجربة بخيالي وأقيم صعوبتها العظيمة، والتي لا يمكن مقارنتها بأي طبقٍ محلي أو عالمي أعرفه، ومارأيت من لذة في تلك الليلة من تناول لحمٍ طري كالزبد قد جعلتني ألمس صعوبته وتطلب إحساس الطاهي الرقيق في صنع الطبق... ليلة عيد وطبق مستحيل وثلج! معضلة متشابكة تشبه المشاريع الكتابية التي أؤجلها كل مرة، تدوينات ومقالات أحلم بتدوينها. أنا نجار فقد مهارة قطع...

أَكتُبْ كما لو كُنتْ في التاسع والعشرين من مايو (34)

هذه التدوينة عبارة عن مسودة ، كنت أشطب وأكتب وأضيف فيها طوال شهر مايو، ولمّ تُنشر إلا الآن ... العجيب ما حدث في مايو ! حيث تضاءلت كتاباتي وتدويناتي اليومية الخاصة فيما تصاعدت وتيرة قراءاتي، لتكن العلاقة بين القراءة والكتابة عكسية، لكن الأهم أن يبيقيان ضمن إطار علاقةٍ ما ...هذه التدوينة عبارة عن ماحدث مع القراءات في شهر مايو.. في هذا الشهر واللذي يصادف شهر رمضان ستكون قراءتي مرتكزة على كتابين : أسطنبول: الذكريات والمدينة لباموق، ومن شرفة إبن رشد للكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطيو . *** خمسة أصوات ـ غائب طعمة فرمان قرأت هذاه الرواية بتدفق وإنهماك ثم توقفت قرابة الشهر .. لماذا ؟ لقد ضاع الكتاب في سيارة أحد إخوتي، لأجده بشكلٍ غرائبي داخل درج خزانتي .. صحيح أن رعدة سريعة مرت بي وأنا أتأكد من أن الكتاب هو ذاته كتابي ... لكنني إبتهجتُ جداً حين تأكدت من أنه هو : كتابي البنفسجي الضائع . قراءةٌ أولى لغائب، لقد أهداني أحد الأصدقاء هذه الرواية، طوال القراءة كان يمر بي طيف نجيب محفوظ، إنه يشبه سرد محفوظ إلى حدٍ ماـ خاصة في رواية ميرامار ـ حيث تتعدد أصوات الرواة كما فعل غائب متنقلاً بين خمسة ...