سيكون في حجرة الإلهام حين أرغبُ بالقراءة والكتابة حوض غسيل أواني بسيط، غلاية قهوة، وبرادٌ صغير ... تداهمني الأفكارُدائماً وأنا في مطبخي، أجلو الصحون، أو أقوم بعمل القهوة أو الشاي .. تومضُ الأفكار وأنا غارقة في مهامي المطبخية فأنهمكُ أكثر وأتقن تلميع الأوني وتنظيفها .. إنه إلهامٌ نفعي من جهتين .. كربةِ منزل وهاوية كتابة .. مرحى !
***
لايكتبُ الإنسان لمجرد الرغبة في الكتابة، الكتابة تكون ردة فعل لحدثٍ أكثرُ أهمية ... يكتبُ الإنسان حتى لايموت، تخلده كتاباته كما خلدت الملايين ممن احترقت أدمغتهم وهم يكتبون ، يقول كافكا إن الكتابة شيءٌ يشبه الولادة فعلياً بكل مراحلها الفزيولوجية ومايصاحبها من مخاض ودماء وإفرازات، الكتابة عملٌ عظيم حتى يوجب للآخر قراءة شيءٍ عظيم .
أقرأ الآن رواية خطوط للقاريء الصديق أحمد الحقيل .. أحمدٌ مزيجٌ إنساني متفرد، ومهبول ومشاكس، وحزين ... الصفة الأخيرة تجلت لي أكثر أثناء قراءة روايته، بطل الرواية سعود الغزيمي صحفي وكاتب شاب من المجمعة، يحاول إيجاد ابيه المفقود وفي أثناء بحثه تتقاطع خطوط حياته وحياة والده الشاعر عبد المحسن الغزيمي.. ليقرر سعود أن يكتب عن ابيه الشاعر المجهول.. الكتابة هُنا إثبات وجود قصة حية ابيه الذي لا يعرفه أحد .
إنني في الصفحة المائة وعشرة، الحقيل قبل هذه الرواية قاصٌ فريد، لايمكن ان تقرأ بعض قصصه إلا بقلمه هو، في هذه الرواية الحقيل القاص تفوق على الروائي ..إنه رأيٌ مبدئي ،عند ختام الرواية سأدرج رأيي حتماً في أحد اليوميات.
***
شاهدتُ مقابلةً تلفزيونية عن كاتب العمود الثقافي بجريدة الحياة" إبراهيم العريس "، لمنّ يريد أن تتدفق رغبة القراءة لديه فليسمع حديث هذا اللبناني الطيب، من فقد الحماس وذبل حبره فليقرأ مايكتب .. كتب كثيراً كثيراً، يقول إنني أكتب وأكتب وأكتب .. على منضدة كتابته صندوق خشبي رصف فيها عويناته الخاصة بالكتابة، يقول: "حين أكتب أفتح هذا الصندوق وأكتب .. لازم حين بدي أكتب أناظر هالعوينات" .. ينظر إلى نورِ بصره المهدور من أجل أن يحكي للقراء عن قراءاته ومشاهداته وترجماته ... يقول مُبرراً فعل الكتابة : " أكتبُ لكي أنفع غيري، وكنوعٍ من الإستذكار لما أقرأ: أكتب !"
الكتابة فكرة ملحة تذكر بالمقروء لدى العريس، الكتابة فعلٌ مبهج لإنه سينقل عشق الكتاب للآخر .. العريس رجلٌ في الستين يقولُ أنه كسولٌ جداً، قليل الحركة بذهنٍ متقد ، إشتغل في السينما صغيراً كمخرج ومؤلف، حتى اهتدى لعمله الأصيل ككاتب .
***
غالباً لابد في كل رواية أن تأتي ذكرُ الكتابة، هوية المؤلف لابد أن تطغى كنوعٍ من المباهاة كما يفعل الطاووس حين يفرد ريشه، ،ليستمر في إبهارنا كقراء ...
في ساعي بريد نيرودا لسكارميتا، كانت عظمة الشاعر اللاتيني في عزلته الكتابية تضمحل أمام محاولات ماريو خمنيث لكتابة الشعر .. محاكاة لشاعره المحبوب وتفريغاً لطاقة حبه المتفجرة كبركان ... وبالأساس كانت الرواية مكتوبة من قبل روائي أساساً .. أي أنها كتابةٌ عن الكتابة.
في رواية ساق البامبو لسعود السنعوسي كتب هوزيه ميندوزا رواية حياته حتى يتخلص من عبء الهوية المزدوجة هو انسان لأبوين من ديانتين وبلدين مختلفين .. كانت الكتابة بهمٍ وجودي مرير، وقد أجاد السنعوسي السرد .. وعلى فكرة فقد ندمت بعد إنقضاء معرض الكتاب دون شراء روايته الجديدة " فئران جدتي حصة " رغم عنوانها الجذاب، فضلا عن أن أسلوب سعود الروائي جميل ومتماسك و نائل للبوكر عن جدارة .. واليوم أدعو الله كي أحصل عليها خصوصاً بعد منعها في بلد الكاتب الكويتي .
في زوربا كان الراوي رفيق زوربا كاتباً هادئاً، يدخن سيجارته بإتزان ويقرأ بوذا وينام جيداً ليحلم به ... وحين تتجلى تلك اللحظة الملهمة له كان كبوذا نفسه يكتب بتدفق ... كانت الكتابة حينئذٍ تساؤلاً فلسفياً كبيراً .. من هو الرب ولما خُلقنا ؟
***
توفي أمس الأديب الألماني غونتر غراس الحائز على نوبل
***
نهاية هذه التدوينة تغريدة كتبتها قبل زمنٍ قصير :
" الكاتب أخبث لصٍ في الوجود، إنه يسرق أفكار الناس، وأحلامهم،وذكرياتهم، وحياتهم ... وقد يموتوا دون أن يشعروا بجريمته هذه أبداً. "
***
لايكتبُ الإنسان لمجرد الرغبة في الكتابة، الكتابة تكون ردة فعل لحدثٍ أكثرُ أهمية ... يكتبُ الإنسان حتى لايموت، تخلده كتاباته كما خلدت الملايين ممن احترقت أدمغتهم وهم يكتبون ، يقول كافكا إن الكتابة شيءٌ يشبه الولادة فعلياً بكل مراحلها الفزيولوجية ومايصاحبها من مخاض ودماء وإفرازات، الكتابة عملٌ عظيم حتى يوجب للآخر قراءة شيءٍ عظيم .
أقرأ الآن رواية خطوط للقاريء الصديق أحمد الحقيل .. أحمدٌ مزيجٌ إنساني متفرد، ومهبول ومشاكس، وحزين ... الصفة الأخيرة تجلت لي أكثر أثناء قراءة روايته، بطل الرواية سعود الغزيمي صحفي وكاتب شاب من المجمعة، يحاول إيجاد ابيه المفقود وفي أثناء بحثه تتقاطع خطوط حياته وحياة والده الشاعر عبد المحسن الغزيمي.. ليقرر سعود أن يكتب عن ابيه الشاعر المجهول.. الكتابة هُنا إثبات وجود قصة حية ابيه الذي لا يعرفه أحد .
إنني في الصفحة المائة وعشرة، الحقيل قبل هذه الرواية قاصٌ فريد، لايمكن ان تقرأ بعض قصصه إلا بقلمه هو، في هذه الرواية الحقيل القاص تفوق على الروائي ..إنه رأيٌ مبدئي ،عند ختام الرواية سأدرج رأيي حتماً في أحد اليوميات.
***
شاهدتُ مقابلةً تلفزيونية عن كاتب العمود الثقافي بجريدة الحياة" إبراهيم العريس "، لمنّ يريد أن تتدفق رغبة القراءة لديه فليسمع حديث هذا اللبناني الطيب، من فقد الحماس وذبل حبره فليقرأ مايكتب .. كتب كثيراً كثيراً، يقول إنني أكتب وأكتب وأكتب .. على منضدة كتابته صندوق خشبي رصف فيها عويناته الخاصة بالكتابة، يقول: "حين أكتب أفتح هذا الصندوق وأكتب .. لازم حين بدي أكتب أناظر هالعوينات" .. ينظر إلى نورِ بصره المهدور من أجل أن يحكي للقراء عن قراءاته ومشاهداته وترجماته ... يقول مُبرراً فعل الكتابة : " أكتبُ لكي أنفع غيري، وكنوعٍ من الإستذكار لما أقرأ: أكتب !"
الكتابة فكرة ملحة تذكر بالمقروء لدى العريس، الكتابة فعلٌ مبهج لإنه سينقل عشق الكتاب للآخر .. العريس رجلٌ في الستين يقولُ أنه كسولٌ جداً، قليل الحركة بذهنٍ متقد ، إشتغل في السينما صغيراً كمخرج ومؤلف، حتى اهتدى لعمله الأصيل ككاتب .
***
غالباً لابد في كل رواية أن تأتي ذكرُ الكتابة، هوية المؤلف لابد أن تطغى كنوعٍ من المباهاة كما يفعل الطاووس حين يفرد ريشه، ،ليستمر في إبهارنا كقراء ...
في ساعي بريد نيرودا لسكارميتا، كانت عظمة الشاعر اللاتيني في عزلته الكتابية تضمحل أمام محاولات ماريو خمنيث لكتابة الشعر .. محاكاة لشاعره المحبوب وتفريغاً لطاقة حبه المتفجرة كبركان ... وبالأساس كانت الرواية مكتوبة من قبل روائي أساساً .. أي أنها كتابةٌ عن الكتابة.
في رواية ساق البامبو لسعود السنعوسي كتب هوزيه ميندوزا رواية حياته حتى يتخلص من عبء الهوية المزدوجة هو انسان لأبوين من ديانتين وبلدين مختلفين .. كانت الكتابة بهمٍ وجودي مرير، وقد أجاد السنعوسي السرد .. وعلى فكرة فقد ندمت بعد إنقضاء معرض الكتاب دون شراء روايته الجديدة " فئران جدتي حصة " رغم عنوانها الجذاب، فضلا عن أن أسلوب سعود الروائي جميل ومتماسك و نائل للبوكر عن جدارة .. واليوم أدعو الله كي أحصل عليها خصوصاً بعد منعها في بلد الكاتب الكويتي .
في زوربا كان الراوي رفيق زوربا كاتباً هادئاً، يدخن سيجارته بإتزان ويقرأ بوذا وينام جيداً ليحلم به ... وحين تتجلى تلك اللحظة الملهمة له كان كبوذا نفسه يكتب بتدفق ... كانت الكتابة حينئذٍ تساؤلاً فلسفياً كبيراً .. من هو الرب ولما خُلقنا ؟
***
توفي أمس الأديب الألماني غونتر غراس الحائز على نوبل
***
" الكاتب أخبث لصٍ في الوجود، إنه يسرق أفكار الناس، وأحلامهم،وذكرياتهم، وحياتهم ... وقد يموتوا دون أن يشعروا بجريمته هذه أبداً. "
أربط فروع شركتك أياً كان عددها بشبكة موحدة مع حلول VPN
ردحذفلمزيد من التفاصيل يمكنك زيارة متجر مدن الاتصالات | https://modn.com/ar/VPN?utm_source=falsfaglam&utm_medium=organic&utm_id=N-107