لا زِلتُ أحتالُ على امي كي تصنع لي شطيرتها المفضلة بـ مُربى الفراولة والجبن الأبيض رُغم الطفلين اللذين يتشبثان بأذيال فستاني، لازِلتُ أشعرُ بأني تلك الطفلة التي تهرع لأمها ظهيرة يومٍ دراسي لتشكو معلمتها العصبية لتربتُ على كتفي وتقول : " لابأس أنتِ قوية " .
لازِلتُ أستمدُ من هدوءها وطيبتها القوة التي تفخرُ بها وهي تقول : فاطمة أنتِ أجرأ مني ، وهي لا تعلم أنها مصدرُ تلك القوة وسببها .. حين ربتت على كتفي في تلك الظهيرة، وحين تركتني وأنا فتاة تتأرجح بين الطفولة والصبا لأقدم أوراقي بنفسي للتسجيل في مدرسة الحي الجديد وفي عينيها نظرة إعتذار وبين يديها لفة بيضاء تُطلُ منها رأسُ أختي الصغير، وحينَ باركت لي بنجاحي وقالت لي حينها : انتِ صاحبة القرار أنتِ إختاري التخصص الذي تُحبيه، وحين همست لي عبر سماعة الهاتف وبطني تتأرجح بآلام المخاض لأول مرة : فاطمة أنتِ قوية أنتِ لستِ بحاجة إليّ .
أمي مثل كُل الأمهات يضوعُ من مفرقها رائحةُ طيبٍ شرقي لها وحدها ، وفي يديها يستكينُ لونُ الحناء الغامق الذي لنّ تراه إلا في أيدي الأمهات، وتُحبُ اللون البنفسجي ، وتصنعُ ألذ شطائر مُربى وهي لا تعلم أنها تدسُ فيها دعواتها ونواياها المُباركات بأن يُصبح أولادها أقوى منها كُلَ يوم .
نص جميل ما شاء الله، بارك الله في جميع أجيالكم =)
ردحذفيا لسعادة أمك بك، رب يديمها لكم ذخر ويبارك لها في صحتها وفيكم ..
ردحذفتفاصيل النص جعلتني ابتسم طوال قراءته.. سعيدة جداً بمشاركتك في هذه المغامرة ..
المرسم الصغير :
ردحذفسعيدة بحضورك وتعليقك .. وشكر الله دعاءك .
انا كفاطمة :
شكراً لدعائك وتعليقك، سعيدة لإبتسامتك، وحضورك .. وصدقيني بهجتي أكبر بالمشاركة معكم .
كل ما تحتاج معرفته عن تأسيس كول سنتر-Call center
ردحذفhttps://modn.com/ar/all-what-you-need-to-know-about-settingup-a-call-center?utm_source=falsfaglam&utm_medium=organic&utm_id=V-103