بعضُ القراءاتُ تستحيلُ لقنبلة أرقٍ موقوتة لا تنفجرُ إلا حين أضعُ رأسي على الوسادة، لذا لا تقرأ وانتَ تضمرُ النوايا لتنام مُبكراً .. إقرأ قصص أطفال أو شاهد فيلماً مملاً أو مسلسلا رتيباً لتتحقق أمنيتك وتنام سريعاً خالي البال من لعنة كتابٍ ما .
***
كُتب على غلاف الكتاب الذي قرأته ليلة الأمس مُسمى رواية. وبعد قراءته رأيته ككتابٍ نقدي يسخرُ بذكاء من الرواية المحلية، وأحياناً تشطحُ السخرية للرواية العربية ..حيث ُعرج على بعض الروائين العرب مثل تاج السر ... عبد الواحد الأنصاري سَخَّر رواية الإسماعيلي لنقد الرواية السعودية وتعاطيها مع متغيرات المجتمع والسياسة، بدأ الأنصاري الرواية بتشويق ،وكأنه ببدايته تلك يشيرُ إلى جاذبية الرواية لدى غالبية الكتاب المحليين .. ثم توشوشت الصورةُ لدي عن حكاية رواية الإسماعيلي في منتصف الكتاب ، فترهلت وضاع نسجها ثم أتت النهاية بلا نهاية، يلفها الغموض .. هذا الكتاب حوى رواية سعودية بإمتياز قدر عبد الواحد أن يمثلها عبر الإسماعيلي .
***
علي إسماعيل كتب رواية وقام بطباعةِ نسخٍ عديدة ليكدسها لديه ولا يقرأها إلاه وعبد الواحد الذي قابله صدفة أثناء إستلام روايته، فاحت رائحة الحبر الساخن لتغري عبد الواحد ليسأل وليجيب علي اسماعيل _ كما يغري الخبز الساخن للشراء حين تفوح رائحته_ .. وعبر محاورةٍ سريعة يظفرُ بالكتاب .. فيكتب عنه مُقيداً بشرطٍ من علي إسماعيل بألا ينقلُ من الكتاب ولا كلمة وله غير هذا الشرط بأن يفعلَ مايشاء .
***
في هذا الكتاب يستعينُ عبد الواحد بنظريات باختين وكونديرا في الأدب الروائي... يُنظرُ وتكونُ كتابات باموق وإيكو وبورخيس وماركيز وزوسكيند وساراماغو وبراون مصدراً له للمقارنة بين الأعمال العربية والرواية الغربية، يغربلُ كتابات السعوديين كرجاء عالم وعبده خال والمحيميد والدويحي والمزيني والحربش وصلاح القرشي، فبصف الإسماعيلي:
" لكن الأعجب أن الإسماعيلي يبدو في صورته النهائية كتاباً جامعاً لكل تلك الكتب محتوياً لها، مستحوذاً عليها كأنه المجرى الذي تصبُ فيه هذه الروافد وهو صورتها المللخصة .. وكأنه نصوص هوميروس بالنسبة إلى ماسبقها من أساطيرَ يونانية .."
***
الإسماعيلي روايةٌ ساخنة تنعى الناشر المحلي حين تطبع في مطبعة تجارية، ببنائها المحاكي للرواية المحلية الناقل لحقيقة ضعفها.. وحتى في هذا الكتاب الذي كتبه عبد الواحد عنها بدا سبكه لها تهكمياً وكأنه بهذه الحبكة الهشة يقول : " هكذا تُكتب الرواية السعودية ! "
***
بقي لدي تساؤلٌ وتخمين.. تساءلتُ لمَ سميتُ بالإسماعيلي تحديداً؟ إلامَ ترمز هذه التسمية ؟ و ما حكاية الغلاف الذي يحوي نخلةً مرسومة أعلى برج الروابات السعودية ؟
أرَّقني التساؤل حتى غطني النوم .. ليتمثل ماقد يكونُ إجابةً في صورة حلم للعلم السعودي بشعاري السيف والنخلة.. فهل رمزت التسمية والنخلة المرسومة على الغلاف لإن يكونَ عنوان الكتاب : الروائي السعودي ؟
ربما ...
حلول الشبكات أختيارك الامثل في عالم الأعمال
ردحذفلمزيد من التفاصيل يمكنك زيارة متجر مدن الاتصالات | https://modn.com/ar/network-solutions