التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لماذا تصعد الأحلامُ في رمضان ؟

في تاريخنا كمسلمين نعلمُ أن ليلة القدر تقع في العشر الأخير من شهر رمضان الهجري، وكنت وأنا صغيرة أنتظر حدوثها بمعرفتها بإحساسي الخاص ولم أفلح، كبرت وعلمت أن لها علامات تحدث بعد شروق شمس هذه الليلة، ويعني هذا أن إقتناصك لها لايكون إلا بإجتهادك التعبدي في كل ليالي العشر الأخير فلا يعلم عن هذه اللية إلا الله جل شأنه .
في هذه الليلة يُقدر فيها مايكون من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية كما قال ابن سعدي في تفسيره، فيها تُجاب الدعوات وتتحقق الأحلام بفضل ربنا وكرمه، التعبد والركوع والسجود  وجُل العبادات فيها يعادل عمل ابن آدم في ألف شهر، وهو مايعادل حسابياً عمله في ٨٣ سنة وبضعة أشهر ـ تقريباً ـ .. أي أكثر من متوسط عمر الفرد في هذا القرن!
سبحان من أوجد مثل هذه الليلة، إن تفكيري بها لاينقطع أبداً، التفكير بما يحدث فيها وكيف، يُحذرني قلبي من التجاوز في التفكير مما قد يوقعني في غضب ربي ... أتراجع وأستغفره، ثم أعود للخيالات والتفكير ... وتستمر الدائرة طوال شهر رمضان .
 لله حكمةٌ عظيمة في عدم بيانها قبلاً، أصبحتُ كل رمضان أختبر حدسي في الشعور بنزول الملائكة كل ليلة وقطعاً لم أفلح، أصبحت أتحين شروق ليالي رمضان العشر الأخيرة لأرى شعاع الشمس  وهي أحد دلائل ليلة القدر بعد نهايتها.
دعوت الله في الرمضانات السابقة، دعاءاً خالصاً وقد من الله علي بإجابتها، وغدت هذه الليلة بمثابة الفرصة الثمينة لطلب العفو وسؤال الله أن يحقق لي أحلامي ... سأدعوه بإلحاح أن يحقق لي أحلامي إن من الله علي ببلوغ هذه الليلة، سأدعوه زمناً  أقرأ فيه كُل الكتب الباقية، وأن أترك عادة السهر، وأستمر على الجري طوال عمري طال أو قصر، سأدعوه أن يصلح لي أولادي ويرزقني حسن النية، والحياة السعيدة المعافاة، أدعو الله أن يرزقني رحلة سعيدة لأحد البلاد هذه السنة، أن يمنحني القوة والحب للكفاح في هذه الحياة ..... أدعوه ففي هذه الأيام تتحقق الأحلام .
رمضانكم سعيد .

تعليقات

  1. اسأل الله أن يحقق لكِ ماتتمني فاطمة ..كل عام وأنتِ مع اسرتكِ بخير

    ردحذف
  2. أشكر لكِ جداً هذه القراءة والمتابعة ... حقاً الشكرُ لكِ بلا حد 💕

    ردحذف
  3. توفر شركة مدن الاتصالات العديد من الحلول التقنية لحماية تهديدات أمان الشبكة
    https://modn.com/en/network-solutions?utm_source=falsfaglam&utm_medium=organic&utm_id=N-101

    ردحذف
  4. تهيئة حلول الاتصالات VoIP في السعودية وأهميتها للشركات

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحر وكتاب وقمر

" لتبدأ الحياة كل يوم كما لوأنها بدأت للتو " غوته ( 1 ) الإجازة فرصة لتغوص أكثر في ذاتك ، تجربة جديدة لأرضٍ جديدة تزورها.. تكتشفها ، تبحث عن تاريخها المدون على سمائها وفي أوراق حشائشها . الإجازة تعني لي لذةً جميلة تتناسل كل عام للتوحد مع كتاب وإتمامه في أيامٍ معدودات على ضوء قمر وشاطيء ورائحة ملح ، أو تحت ظل شجرة وهدوء ظهيرة باردة ، الإجازة محاولة للتحرر من الضغوط و الإلتزامات السخيفة المكبلة لي .. الإجازة حرية مؤقتة تُهديها نفسك ، وعلاقة تجددها مع الروح لتكون روحك هي صديقة روحك .. الإجازة أنت وأنا ولا شيء آخر . ( 2 ) البدايات صعبة و القراءة كأي بداية متعثرة متخبطة غير ثابتة كخطى الطفل الرضيع ، بداياتي كبداياتكم جميعاً قصص المغامرات والألغاز، شُغفت بها اقتنيت كل ما قدرت عليه .. المغامرون الخمسة ، رجل المستحيل ، ملف المستقبل ،( حتى الروايات العاطفية جاء عليها الدور بس ما طولت فيها ).. انغمست في أدب آجاثا حتى النخاع ، غمرني محفوظ ابو روايتنا بحنانه وقوته الروائية ، بدأت أتنوع ... أحرص على أن استفيد من الكُتب ومن القراءة .. قبل أن اقتني أي كتاب ابحث عنه وأصنفه وأق...

ورطة القارئ في الأعياد: نصائح لقراءة منعشة خلال أيام الإجازة القصيرة

  تبدو عطل الأعياد بمثابة شهيق طويل نلتقط فيه أنفاسنا، بعد مسيرة الأعمال المحمومة، ودائرة الروتين اليومي، نخلد فيها للوسائد باطمئنان، نلتهم السعادة مع سكاكر الصغار وحلويات العيد. حتى تداهمنا تلك اللحظة الفارغة!  تلك اللحظة التي تقع وسط نهر الزمن اللاهث وتتجمد العقارب فيها فتبحث داخلك وحولك عن ما يمكن أن يملأها: فيلم؟ كتاب؟ أم نزهة مختلفة؟ بالنسبة لي تكون هذه العطل القصيرة  بمثابة احتفال قرائي أختار فيه كتاباً بعشوائية تلائم نمط فوضى هذه الأيام، أسميه كتاب العيد وأغوص فيه بكل حواسي. مررت بعشرات الأعياد، عشت فيها تجارب مختلفة مع كتب عديدة: منها ما كان اختياره في هذا التوقيت موفقاً ورسخ داخلي قراءة لا تنسى، ومنها ما كان اختياره مروعاً! وتحول لزومبي يزورني ليالي العيد الساكنة السوادء وأثناء غيبوبات نعاس العصر الطويل. في هذا المقال سأستعرض معكم بعض هذه التجارب، ولن أنسى إضافة بعض النصائح المركزة للفوز حقاً بقراءة منعشة في هذه الإجازة القصيرة. فرانكشتاين في بغداد: اخترت فرانكشتاين في بغداد دون الاعتبار لتنافر موضوع الرواية الرهيب مع توقيت (العيد).  بدأت بها مساء يوم العيد ...

" المسخ " _ فرانز كافكا

أن تُسلم رأسك للمخدة وعينيك للرقاد وتحت وسادتك يقبع كتاب " المسخ "لكافكا لهو أمرٌ بالغ الصعوبة بل قد يصل حد الإستحالة ! فرانز كافكا الفتى التشيكي ذي الديانة اليهودية والنشأة الألمانية جعلني أفضل إكمال روايته على ان أستسلم للنوم وفي روايته بقايا صفحات غير مقرؤة ، مستحيل كيف يمكن أن أنام وانا لمّ أدرِ بعد بالذي حل بغريغور سامسا بعد تحوله الفضيع ؟ فجأة استقيظ الفتى المنهك في عملٍ كئيب مرهق ليجد نفسه حشرة ، صرصار ، خنفساء روث _ كما زعقت بذلك ذات مرة الخادمة العجوز _ استيقظ ليجد ظهره قاسياً محدباً بشكل مؤلم ، وبطنه مليء بحلقات بارزة سمراء وعدة أرجل قصيرة هشة .. ياإلهي ! كل ما فكرت فيه كيف تحول هكذا بين ليلة وضحاها ، فيما كان هو " غريغور " يُعمل فكره في إيجاد عذرٍ لتخلفه عن رحلة العمل حتى يعود لطبيعته .. مسكين غريغور كل ما وثب لحظتها في دماغه العمل ، العمل الذي يعيله ويعيل أسرته ويجعلها تعيش الحياة بشكلٍ مريح .. حاول النهوض ، أصيب بأكثر من رضة ولكنه كان يقول لنفسه " حسناً سألحق قطار الثامنة " نسي أو تناسى أنه حشرة ، فيما كانت ردة فعل أبيه وامه وأخته ...