التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من أين تأتي الكتب؟ من أين تأتي القطط ؟




قائمتي من معرض الرياض للكتاب



18 مارس 2016:
من المفترض أن ينتابني الحزن بما أن يومين قد مرا دون كتابة أو قراءة، ماقبل البارحة كان طفلي مصاباً بالحُمى وحين هدأت فورة الحُمى نُمتُ مبكراً كجثة، وأنا عادة لا أقرأ سوى ليلاٌ.
أما البارحة فقد كانت فقد كُنت مستغرقة تماماً لعمل خط سير لزيارتي التي قمت بها اليوم للمعرض، وقد أفلحت إذ كانت سهرتي الليلية بكاملها لأجل ذلك,, فقد نجحت في في التوفيق لزيارة سريعة مدتها كحد أقصى ثلاث ساعات مروراً بأكثر من عشرة دور للنشر والقيام بشراء عناوين محددة بعينها في قائمة مسبقة،  أعددتها على مدى عام .. وكان مُعيني مفكرة الهاتف النقال، ومفكرة الشنطة الصغيرة وموقع الجودريدز.
زيارةٌ خاطفة، وطفلُ محموم ومصابٌ بالإسهال ينتظرني.. ضياع بعض الأشياء يبدو منطقياً أثناء الرحلة، لقد أضعتُ كتاباً، وهي المرة الأولى التي يحدث معي ذلك .. لكن كلما تذكرت ظروفي المحيطة آنذاك حمدت الله أنها أتت على ضياع كتابٍ واحد، وليس أكثر أو فقدتُ محفظتي أو هاتفي ..
الرواية المفقودة هي رواية نسيم الصبا من إصدار دار كلمة للنمساوي : " دانيال غلاتاور" وقد قرأت فقط ماخلف الكتاب، إنها روايةٌ كانت المراسلات الإلكترونية بين إمرأة أرسلت رسالة بالخطأ لرجلٍ خرج للتومن علاقة عاطفية فاشلة هي لب الرواية طوال صفحاتها. للمزيد عن الرواية مقال جيد ونبذة عنها في موقع معابر هُنا. رواية حديثة في تصورعالماً حقيقياً نعيشه الآن، شغفي بهذه الرواية بالذات لإتجاهي الحالي للقراءة الأدب الحديث الواقع،  وإهتمامي بتأثير الأنترنت وعوالمه المختلفة على الرواية وماهي الرواية التي دارت حول عالمنا وواقعنا الحالي مابعد الألفية الثانية؟ كانت هناك رواية أخرى عن موضوع مشابه لمدونة بريطانية لم تتخيل أن تتحول دردشاتها ومحادثاتها العابرة يومياً لرواية ذات صفحات تفوق ال200 من القطع الصغير! *
الرواية مترجمة صادرة عن دار ذات السلاسل الكويتية كذلك تصفحتها على عجل ولم ترق لي أولاً.. كذلك لم أجدفي إطلاعي السريع هذا عن مايمكن أن تمنحني إياه خلال بحثي لذا أحجمت عن شراءها .....اسم الرواية : " فتاة  الانترنت " دار السلاسل ، للمزيد عن هذه الرواية :
«Girl Online» تبيع 78 ألف نسخة في أسبوعها الأول

سعدتُ بالحصول أخيراً على : " محكامة كافكا الأخرى : رسائل كافكا لفليبس " ففي كل مرة تكون النسخ قد نفدت، كما يحدث معي دوماً إزاء ورشة كتابة ماركيز والتي لم يصادفني الحظ السعيد  هذه السنة أيضاً للحصول على النسخة الأخيرة في رف دار المدى العراقية، وددتً لو كنتُ القاريء الأخير الذي حاز عليها هذه السنة ..ولم أكنه طبعاً ! قراءة ممتعة وسعيدة لذلك القاريء المجهول :)

****

تخيلتُ أننا لا نقرأ إلكترونياً .. أو أن القراءة الإلكترونية غير ممكنة أبداً، مستحيلة لسببٍ من الأسباب.. صحيح أن القراءة الإلكترونية لا تمنحني الإنغماس الكامل واللذيذ الذي تفعله معي القراءة الورقية وملامسة الكتاب ككائن حقيقي جامد يحمل بين دفتيه حيوات عديدة، إلا أني أستطيع القراءة لو رغبت تحت أي ظرفٍ من الظروف كما فعلت قبل يوم. فقد فكرتُ بغتة وانا في السيارة حين عبرت أمامنا قطة صغيرة حمراء اللون في القطط،! قلتُ لنفسي من أين تأتي القطط ؟ وأوغلت عميقاً عبر جوجل في كثير من الصفحات والتي تحكي تاريخ القطط ونظرة الإنسان لها وعلاقته بها .. بحثت عن مؤلفٍ جيد يحكي قصة القطة، كان " القط في المعتقد الشعبي لفؤاد مرسي  خياراً جيداً لبحثٍ سريع عن القطط. حمدت الله على نعمة القراءة الإلكترونية، وقرأتُ إلكترونياً _في ليلة _الكتاب الممتع الصغير عن هذه الكائنات والتي إكتشفت تلازمها الطويل بنا منذ سفينة نوح عليه السلام، كنتُ قبلاً أخاف منها*، وأرى أن تواجد القطط الكثيف في المدن هو مؤشرٌ سيء وكان البحث عن حقيقة الجواب رحلة ممتعة عن القطة سأفرد لها تدوينة مستقلة قريباً ..
لنعد للسؤالنا في البداية ماذا لو أناا لا نقرأ إلكترونياً في هذا الزمن المليء بالإصدارات المتلاحقة السريعة التي تشبة وتيرة حياتنا الآن، فمن أين نحصل على الكتب؟ من أين ستأتي ؟
قطعاً سيتكون المعارض السنوية للكتاب هي الحلُ المثالي، إذاً معرض الكتاب هو الرافد الأول لكل قاريء متى إستطاع إليه سبيلاً، في أي بقعة من البقاع، إنه كمهرجانٍ ضخم يعلم القاريء الحق مدى متعته وهو يخصص له ميزانيته الخاصة طوال العالم ويعد ماذا يريد ان يشتري، ويضع بنداً صغيراً للشراء العشوائي دون قوائم، (كما فعلتُ هذه المرة حين إقتنيتُ كتاب أصفهان نصف الدنيا لصادق هدايت، والبحث عن الصقر غنام للينا هويان حسن )
قرأت في تغريدةٍ اليوم أن المعارض في البداية كانت تُقام للحد من معاناة الناشرين في الوصول إلى القراء قبل عدة قرون ..الآن تُقام المعارض لسعادة القاريء والكاتب معاً، تقام لتسويق الكتاب إلكترونياً وورقياً في عالمٍ صار لا يؤمن سوى بثقافة الإستهلاك .. ورغم ذلك لازال هناك كاتبٌ حقيقي، وقاريءٌ شغوف .. وناشرٌ نبيل لاهم له سوى أن يقرأ الناس .**



____________

* كتبت عن قصة خوفي من القطط هنا 
** مصدر الصور ومعلومة المعارض في التاريخ هو معرف القارئة صفية عبد الرحمن في تويتر

تعليقات

  1. قائمة جميلة .. اتمنى لك قراءة غنية وساحرة لكل الكتب التي إحتضنتيها ^_^

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً لكِ ياهاجر ولأمنياتك الجميلة

      حذف
  2. سنترالات-PBX لتحسين اتصالات عملك وتعزيز إنتاجية فريقك
    لمزيد من التفاصيل يمكنك زيارة متجر مدن الاتصالات | https://modn.com/ar/PBX

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

( سرير الأشباح ) ... قصة قصيرة

أحسّ بموجة هواءٍ حارة ، عرف أن النافذة جواره فُتَحت لثانية ثم غُلَقت ، حاول أن يرفع رمشيه الباردين ، حاول أن يقاوم ثِقَل المرض الماكث في خلايا جفنيه ... ، حاول ولم يفلح ، تمنى أن يرى الدنيا من نافذة السيارة المُسجّى على مرتبتها .. كان رأسه يقع تحت كوتها مباشرة ، مرة ثانية أحس بشيئٍ حار يلسع وجهه دون أن يشم الهواء ، عَرَفّ أن الشمس نجحت في مقاومة غيمة وتبديد ظلمتها الرمادية . أعياه الإحساس المشلول بالأجساد والأشياء حوله ، تمنى لو يُقَطِعُ جسده ، يفتته إلى قِطّع صغيرة ، ثم يبعثر ذاته في الفضاء عبر النافذة حتى لا يبقى منه سوى دُفقة نور ... روحه المُنهكة ! حينها قد تفضحه رائحة المرض والسرطان الذي سكن هيكله المسكين بضع سنين ، ودمّر حياته ، حتى أنه ذاق الموت أو كاد مراتٍ عديدة... أصطدمت رأسه بالمرتبة الأمامية بفعل القصور الذاتي _ حين توقفت المركبة _ ... ماذا قُلت ؟؟ قصور ذاتي ؟؟ لازالت العلوم الطبيعية تحفر عقلي ، وتُذَكرني بأني كنت مُدرساً محبوباً لمادة العلوم ..احترق جفنّاي، لابد أن الدموع تثابر لمقاومة الصمغ المتلبد بين الرموش .. أحسست بيديّ إبني سعيد وهو يتحسس قدميّ ليطمئن عل...

نجار في رأسي (47)

أقرأ النباتية(١) الآن. كُنت قد قطعت شوطاً طويلاً حتى وصلت إليها مُعتبرة قراءتي لها الآن احتفاء بمثابرتي كما يجب: ١٥ كتاباً خلال ٥ شهور بواقع ٣ كتب شهرياً. *** تنتمي هذه الرواية لأدب الكارثة، وهي ثاني رواية  كارثية أقرأها خلال الفترة السابقة بعد رواية خرائط يونس للروائي المصري محمود حسني. في كل مرة أحاول التدوين تفترسني رغبة الحديث عن الخمسة عشر كتاباً! فأتبلبل وأضيع، تجاوزت معضلتي هذه بصعوبة في رمضان، ورغم التدوينة الرمضانية المحشورة محاولة مني لنفض غبار رأسي واستئناف الكتابة إلا أنها أتت كمن يطهو للمرة الأولى  ديك رومي ليلة الميلاد! لم أطهو ديكاً رومياً ولا مرة، إلا أن مشاهد ليلة رأس السنة  في الأفلام والمسلسلات جعلتني أقيس التجربة بخيالي وأقيم صعوبتها العظيمة، والتي لا يمكن مقارنتها بأي طبقٍ محلي أو عالمي أعرفه، ومارأيت من لذة في تلك الليلة من تناول لحمٍ طري كالزبد قد جعلتني ألمس صعوبته وتطلب إحساس الطاهي الرقيق في صنع الطبق... ليلة عيد وطبق مستحيل وثلج! معضلة متشابكة تشبه المشاريع الكتابية التي أؤجلها كل مرة، تدوينات ومقالات أحلم بتدوينها. أنا نجار فقد مهارة قطع...

أَكتُبْ كما لو كُنتْ في التاسع والعشرين من مايو (34)

هذه التدوينة عبارة عن مسودة ، كنت أشطب وأكتب وأضيف فيها طوال شهر مايو، ولمّ تُنشر إلا الآن ... العجيب ما حدث في مايو ! حيث تضاءلت كتاباتي وتدويناتي اليومية الخاصة فيما تصاعدت وتيرة قراءاتي، لتكن العلاقة بين القراءة والكتابة عكسية، لكن الأهم أن يبيقيان ضمن إطار علاقةٍ ما ...هذه التدوينة عبارة عن ماحدث مع القراءات في شهر مايو.. في هذا الشهر واللذي يصادف شهر رمضان ستكون قراءتي مرتكزة على كتابين : أسطنبول: الذكريات والمدينة لباموق، ومن شرفة إبن رشد للكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطيو . *** خمسة أصوات ـ غائب طعمة فرمان قرأت هذاه الرواية بتدفق وإنهماك ثم توقفت قرابة الشهر .. لماذا ؟ لقد ضاع الكتاب في سيارة أحد إخوتي، لأجده بشكلٍ غرائبي داخل درج خزانتي .. صحيح أن رعدة سريعة مرت بي وأنا أتأكد من أن الكتاب هو ذاته كتابي ... لكنني إبتهجتُ جداً حين تأكدت من أنه هو : كتابي البنفسجي الضائع . قراءةٌ أولى لغائب، لقد أهداني أحد الأصدقاء هذه الرواية، طوال القراءة كان يمر بي طيف نجيب محفوظ، إنه يشبه سرد محفوظ إلى حدٍ ماـ خاصة في رواية ميرامار ـ حيث تتعدد أصوات الرواة كما فعل غائب متنقلاً بين خمسة ...