التخطي إلى المحتوى الرئيسي

15



الشمسُ الغائبة خلف سحابات الغبار الأصفر، ومكتبتي برفوفها المكركبة تنخسني وانا أقرأ .. والشمسُ الغائبة تجعلني نائمة بعينين مشرعتين !

***
في هذا اليوم المعكر أنهيتُ رواية : " الحياة الجديدة " لأورهان باموق، وقد كَدتُ أن أؤجل إنهائها بعدما إستغرقتُ قراءتها وقتاً كان يمكنني ان أقرأ فيه خمسة كتب ! ولكن لإن عقدة ذنب عجيبة تلازمني إن بدات رحلة سفر مع كتاب دون الوصول للمحطة الأخيرة في الكتاب الذي قبله، لذا حززت فكيّ، وتدورت عيناي وانا أقاوم النعاس وأكمل قراءة قصة عثمان في : " الحياة الجديدة " ..

***
في رفوفٍ إفتراضية تتكيء عدة كتب تنتظرُ أن اكتبُ عنها يوميات تخصُ قراءاتها، هي : 1984، البحث عن وليد مسعود، العمى.. أصنف هاته الكتب ضمن الكتب التي لا تنتهي بعد آخر صفحة، بل نبدأ رحلةٌ خفية معها بلا نهاية خلف أسوار عقولنا ومع أفكارنا .. إنها تسكننا حتى تنبثق من تلك الرحلة فكرة ذهبية لتتناسل ونكتب بإستفاضة تفي جزءاً بسيطاً من عبقرية الكتاب .

***
هذه أول قراءة لباموق، وأعتقد أنه لقاءٌ سيء بهذا الكاتب النوبلي .. أرجع سبب ذلك إلى الترجمة السيئة لدار نينوى، لإني شممت من سطور الرواية كاتباً عبقرياً وحكيماً جداً لم تقدر الترجمة السيئة أن تمحيها .. أعتقد أن الرواية تدور حول شابٍ تركي قرأ كتاباً ولم تعد حياته مثلما كانت بعد قراءة الكتاب .. مغامرة عجيبة لهذا الشاب مع الكتاب وسكك القطارات ... سأحاولقراءتها بترجمة مختلفة  في المستقبل، علني أصل لبعض بهاء الرواية التي قتلتها الترجمة ربما ..

***
أعتقدُ أني سأقرأ  : " في الثورة "  لحنة أرندت .

تعليقات

  1. ليتَني أملكُ نصف عقدة انهاء الكتب ، على الأقل لأواري ذنباً يسكنني كلّ مرّة لأنّ الكتاب لم يكن يتماشى مع ذائقتي !
    لا أحملُ أسفاً ولا حتّى نصفه في كلّ مره أتوقفُ فيها عن قراءة كتاب ،

    حضورٌ أوّل لـ مدوّنتكِ الأنيقة :)
    تحيّة

    ردحذف
  2. المشكلة في عقدة الذنب هذه يا " هالة " أنها قد تؤجل مشاريع قراءة كثيرة .. الزمن لا يمنحنا الفراغ لنقرأ كل الكتب ..
    أتمنى أن أقرأ مكتبتي كلها وأعيد قراءة الكتب التي قرأتها قديماً .
    أتمنى، والأمنيات معلقة !
    شكراً لحضورك الأنيق يا هالة .. ويبدو فعلاً أن عقدة الذنلب لها فوائد كثيرة :)

    ردحذف
  3. حقق الاستفادة القصوى من الإنترنت مع حلول Load Balancing
    لمزيد من التفاصيل يمكنك زيارة متجر مدن الاتصالات | https://modn.com/ar/load-balance?utm_source=falsfaglam&utm_medium=organic&utm_id=N-108

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحر وكتاب وقمر

" لتبدأ الحياة كل يوم كما لوأنها بدأت للتو " غوته ( 1 ) الإجازة فرصة لتغوص أكثر في ذاتك ، تجربة جديدة لأرضٍ جديدة تزورها.. تكتشفها ، تبحث عن تاريخها المدون على سمائها وفي أوراق حشائشها . الإجازة تعني لي لذةً جميلة تتناسل كل عام للتوحد مع كتاب وإتمامه في أيامٍ معدودات على ضوء قمر وشاطيء ورائحة ملح ، أو تحت ظل شجرة وهدوء ظهيرة باردة ، الإجازة محاولة للتحرر من الضغوط و الإلتزامات السخيفة المكبلة لي .. الإجازة حرية مؤقتة تُهديها نفسك ، وعلاقة تجددها مع الروح لتكون روحك هي صديقة روحك .. الإجازة أنت وأنا ولا شيء آخر . ( 2 ) البدايات صعبة و القراءة كأي بداية متعثرة متخبطة غير ثابتة كخطى الطفل الرضيع ، بداياتي كبداياتكم جميعاً قصص المغامرات والألغاز، شُغفت بها اقتنيت كل ما قدرت عليه .. المغامرون الخمسة ، رجل المستحيل ، ملف المستقبل ،( حتى الروايات العاطفية جاء عليها الدور بس ما طولت فيها ).. انغمست في أدب آجاثا حتى النخاع ، غمرني محفوظ ابو روايتنا بحنانه وقوته الروائية ، بدأت أتنوع ... أحرص على أن استفيد من الكُتب ومن القراءة .. قبل أن اقتني أي كتاب ابحث عنه وأصنفه وأق...

إنني لا أقرأ يا أمي

إنني لا أقرأ يا أمي، لم اعد أملك القدرة على فتح كتاب، غدا مخي يرسم خيالاتٍ حامضة في كل صفحة أقلبها.. توقفت عن الأخوة كارامازوف بعد أن ضقتُ ذرعاً بحديث الأب زوسيما الرتيب المنخفض، وعيون ألكسي المتسعة في إستنكارٍ صامت. ونقاشات الأخ إيفان و والسيد ميوسوف. أردتُ قراءة أهالي دبلن، ولم أقدر سوى على ثلاث قصص تحديداً .. مليئة برائحة السعوط والكهنة، مزاج جويس مخيف وقاتم لكنه حقيقي تماماً لدرجة ان رائحة موت الكاهن العفنة تسللت لأنفي وأنا أقرأ قصة "الأخوات" ، ورأيتُ بعينيّ ظلام سوق آرابي وهو يقفل مطفأً انواره في القصة الكاملة " سوق آرابي ". إنني لا أقرأ يا أمي، ونفسي بلونِ الكُحل، وجسدي واهن وضعيف كورقة مثقوبة، ولا أحد يتحمل شكاية بلا حجم سوى قلبك الممتد حباً، أعلمُ أن ما أكتبه وما كتبته قد لاتقرأه عيناكِ يا أمي، لكن ربما هذا السبب الذي يجعلني أكتب لك، لإن أحدثك دون أملأ قلبكِ بحزني ، وقلقلي ، ونزقي، ومزاجيتي ، وأحلامي، وثرثرتي.. حاولتُ مرة أن أحتويك وأن ألصقَ صدركِ بصدري حين بكيتي في المرات القليلة التي رأيتكِ تبكين فيه، حاولتُ إحتضانك، وإذ بكفيك المكورتين كقبضة لينة ت...

ورطة القارئ في الأعياد: نصائح لقراءة منعشة خلال أيام الإجازة القصيرة

  تبدو عطل الأعياد بمثابة شهيق طويل نلتقط فيه أنفاسنا، بعد مسيرة الأعمال المحمومة، ودائرة الروتين اليومي، نخلد فيها للوسائد باطمئنان، نلتهم السعادة مع سكاكر الصغار وحلويات العيد. حتى تداهمنا تلك اللحظة الفارغة!  تلك اللحظة التي تقع وسط نهر الزمن اللاهث وتتجمد العقارب فيها فتبحث داخلك وحولك عن ما يمكن أن يملأها: فيلم؟ كتاب؟ أم نزهة مختلفة؟ بالنسبة لي تكون هذه العطل القصيرة  بمثابة احتفال قرائي أختار فيه كتاباً بعشوائية تلائم نمط فوضى هذه الأيام، أسميه كتاب العيد وأغوص فيه بكل حواسي. مررت بعشرات الأعياد، عشت فيها تجارب مختلفة مع كتب عديدة: منها ما كان اختياره في هذا التوقيت موفقاً ورسخ داخلي قراءة لا تنسى، ومنها ما كان اختياره مروعاً! وتحول لزومبي يزورني ليالي العيد الساكنة السوادء وأثناء غيبوبات نعاس العصر الطويل. في هذا المقال سأستعرض معكم بعض هذه التجارب، ولن أنسى إضافة بعض النصائح المركزة للفوز حقاً بقراءة منعشة في هذه الإجازة القصيرة. فرانكشتاين في بغداد: اخترت فرانكشتاين في بغداد دون الاعتبار لتنافر موضوع الرواية الرهيب مع توقيت (العيد).  بدأت بها مساء يوم العيد ...