يقولُ آلبرتو مانغويل أنه أمضى سنتين في ترتيب مكتبته... ليس ملوماً حين فعل ذلك، فأنت حين ترتب مكتبك تُمارسُ إكتشافاً مبهوراً بذكريات قراءاتك، وكتبٍ غاصت في الأكياس والصناديق لتقفز بين يديك كهديةٍ من السماء حين تكتشف أنك لم تقرأها .. أنت تكتشفُ إحساساً لذيذاً بالفخر حين تهمس لنفسك : انا قرأتُ كُلَ هذا !
***
وانا أرتب الكتب في رفوفي الجديدة أكتشفت إمتلاكي لمجلدي الجريمة والعقاب لدستويفسكي، كنتُ أحسبهُ حُلماً !
***
الفترة التي لم أكتب فيها عن قراءاتي كنتُ بطيئة جداً في القراءة، أو أن الكتاب لا تفيه قراءةٌ سريعة ... حيرتني رواية أوريل 1984 ولم أكتب عنها بل كتبت ماتلاها من الكتب المقروءة..قبل البدء في الرواية قرأت عن جورج أوريل مقالاً مثيراً في جريدة المدى، في هذا المقال المترجم عن جريدة الغارديان كُتبت قصة كتابة جورج لهذه الرواية، لن انقل أية تفاصيل من المقال فمن الأجدى قراءته كاملاً هنا
جورج أورويل .. و عذابات "1984" القاتلة
حين عرفتُ بموت أوريل مباشرة بعد كتابته لتلك الرواية في عزلته البعيدة بـ أسكوتلندا تسرب لحلقي بعض المرارة، وأكبرتُ إخلاص هذا الرجل فيما كتب . *** أحد أصدقاء القراءة دلني على رجلٌ يشبه أوريل هو : " ألدوس هكسلي "، وعلى مقالةٍ مهمة كتبها جلال أمين عنه وعن أوريل في كتاب اسمه " خرافة التقدم والتأخر " صدر عن دار الشروق المصرية. حين أردت كشف حياة هذا الرجل أكثر بحثت عنه في موسوعة ويكيبيديا، قصة حياته زاخرة جداً .. هو سليل عائلة مشهورة بعلمائها، كتب رواية " عالم جديد رائع " قبل أوريل ببضع سنين .. كان هناك إشتراكٌ في التفاصيل، وإن كان وصف ألدوس ابرع ويبعث شيئاً من الوجيف في القلب حين يقرأه إنسانُ هذا العصر .. لإن ألدوس وأوريل كذلك كانا يستبصران زمننا هذا بدقة عجيبة، كانا مطلعان على المستقبل .. كانا يريان الغيب بقدرة الله.. لا زِلتُ فارغة حين أريدُ الكتابة عن 1984، الكتاب الثقيل المملؤ بخلف وراء قراءته فراغاً يستبدُ بقارئه فلا يجدُ ما يحكي عنه أو يكتب.. شعرتُ بهذا حين قرأتُ رواية العمى لساراماغو، وبعد 1984، وبعد رواية جبرا : البحث عن وليد مسعود .. فهل تمنحني القراءة التكرارية كرم الكتابة وقطع الخيوط المدبقة لسيلان الحروف ؟ ربما .. *** |
اشتريتُ مكتبتين إضافيتين وطاولة قهوة... لازالت الرفوف فارغة في إنتظار نقل الكتب إلى شقتي،وأنا بإنتظار متعة ترتيبها، أما طاولة القهوة فهذه التدوينة الأخاذة (كتب لطاولة القهوة) هي ماجعلت الفكرة الواهية لإقتناء مثل هذه الطاولة ووضعها في الصالون فعلاً شرائياً منفذاً.. لأكتشف ما يسمى بمصطلح كُتب : طاولة القهوة، إقرأوا التدوينة وتعرفوا على كتب طاولة القهوة ! ..
| |
ميكروفونك معك أينما كنت مع حلول النداء الشبكي
ردحذفلمزيد من التفاصيل يمكنك زيارة متجر مدن الاتصالات | https://modn.com/ar/IP-Pagin-System?utm_source=falsfaglam&utm_medium=organic&utm_id=V-107