" كلِ الأشياء يُمكن مطْ زمن فعلها بالتأجيل إلا ثلاثة : الموت، العمل، والكتابة ! " هيفا تنقرُ أصواتُ العصافير، والقطة، وجملة مانغويل * ذاكرتها . أنا : تدوينتها هذه : " رصاص العصافير " ، وصوتُ الحمامات اللجوجات في المطبخ يجعلً ذاكرتي تسيلُ بالأحداث، والألوان، والروائح، وطعم قرص البرّ المدهون بزبد الغنم الذي تصنعه جدتي .. لازالت رائحة قرص البرّ ذاك يحتفظ بعبقه في أنفي، حين تضع جدتي قدر الألمنيوم على الأرض وبجانبه صينية الأكواب وإبريق الحليب، كنتُ فتاةً كسولة أحبُ النوم لذا غالباً لا أظفرُ إلا بقرصٍ وحيد غطته أمي لي بورق الألمنيوم قبل أن تتناهشه الأيدي، أتناوله مع عددٍ كبير من حبات التمر من صحن تمر قهوة جدي رحمه الله. يحصلُ أن أسبق الجميع للإفطار اللذيذ إن نمتُ الليلة السابقة في السطح فيتكفلُ ضوء الشمس ولزوجة الذبابات اللاعقات لوجهي البارد بإيقاظي ،لا تفلح خيوط الشرشف الوردي الواهية في درأها عن وجهي، فأستيقظ لأجد خالي الذي يكبرني بأربعة أعوام أسفل السلم متعلقاً بأعمدته وهو يقول : ( أحسن، صحاك الذبان !). كنتُ الحفيدة الأولى في بيتِ أخوال...