التخطي إلى المحتوى الرئيسي

5

ذهني مشوش إلى حدٍ كبير، تزورني هذه الحالة بعد فترة إرهاق، أو إضطراري للقيام بواجباتٍ إجتماعية.. أعلمُ ماعلتي وأعلمُ دواءها، النوم أفضلُ الحلول !

***
قرأتُ رسالة كافكا إلى والده، أشعر بعد قراءتها بسوطٍ لاذع يؤنبني ويلومني، هذا الأثر من أهم آثار كافكا، ومع ذلك قراءتي لها ليست كما يجب، صاحبت تلك القراءة نوبات نعاسٍ مملة .. ومع ذلك وصلتُ إلى ما توصل إليه كُل قارئ لكافكا، هذه الرسالة المفتاح !
بعدها سأعيدُ قراءة الحُكم والوقاد والإنمساخ دون الإلتفات للدراسات النقدية حول هاته القصص.. أقرأ حالياً يوميات كافكا الصادرة عن دار كلمة، في رأسي حكيٌ كثير أود ان أسجله عنّ قراءتي لكافكا، أريدث أن أحكي وأكتب لصديقتي جين " مُحبة كافكا المخلصة " ، أريدُ ان اكتب عن تأثير الأدب الكافكاوي على جيل الكتاب الحالي، دار في رأسي آن ذاك الكاتب : " أحمد الحقيل "، سعوديٌ شاب يكتب القصة بشطانة مُذهلة ، ويعبث بيده السردية وعيك ولا وعيك المسكينين، قصصه لها رائحةٌ كافكاوية مميزة .. وضعتُ خطاً تحت أحد سطور المجلد الأول وكتبتُ فوقه : أحمد الحقيل !
قرأتُ كذلك في مُقدمة اليوميات أنّ الأديب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا كان من أوائل الكُتاب العرب اللذين أشاروا لكافكا في كتاب : " السفينة "، بحثتُ عن الكتاب الوحيد الذي أملكهُ لجبرا وهو شارع الأميرات .. وضعته في رف القراءة القادمة بحماسْ .

***
وصلتُ إلى الصفحة المائة والتسعين من سيرة الطاهر من جلون : " حين تترنح ذاكرة أمي "، سأفردُ لها سطوراً خاصة بعد إنهائها اليوم، لكنّ هناك إقتباسٌ يجب أن أدرجه الآن ، حين قالت والدة الطاهر :
" أنا مخلوقٌ جديرٌ بالرثاء "
أنا ، انا ...الآن ذلك المخلوق !

***
الصديقة أشعار خرجت بحمدالله ومنته من المشفى ، كتبت تدوينة مثيرة عن قراءاتها في 2011
89 كتاباً
أطال الله في عمركِ يا أشعار !

***
لديّ خططٌ خاصة بمكان الكتبِ في الصالة، شاهدتُ في متجر الأثاث رفوفاً تُناسبني ، كما أن وضع طاولة سوداء بخشبٍ ممتاز وسط الصالة تُثيرني، حيثُ ستتكئ الكتُب عليها بجانب فناجين القهوة، وستكونُ الطاولة تلك ملاذاً آمناً لجاهزي المحمول .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إنني لا أقرأ يا أمي

إنني لا أقرأ يا أمي، لم اعد أملك القدرة على فتح كتاب، غدا مخي يرسم خيالاتٍ حامضة في كل صفحة أقلبها.. توقفت عن الأخوة كارامازوف بعد أن ضقتُ ذرعاً بحديث الأب زوسيما الرتيب المنخفض، وعيون ألكسي المتسعة في إستنكارٍ صامت. ونقاشات الأخ إيفان و والسيد ميوسوف. أردتُ قراءة أهالي دبلن، ولم أقدر سوى على ثلاث قصص تحديداً .. مليئة برائحة السعوط والكهنة، مزاج جويس مخيف وقاتم لكنه حقيقي تماماً لدرجة ان رائحة موت الكاهن العفنة تسللت لأنفي وأنا أقرأ قصة "الأخوات" ، ورأيتُ بعينيّ ظلام سوق آرابي وهو يقفل مطفأً انواره في القصة الكاملة " سوق آرابي ". إنني لا أقرأ يا أمي، ونفسي بلونِ الكُحل، وجسدي واهن وضعيف كورقة مثقوبة، ولا أحد يتحمل شكاية بلا حجم سوى قلبك الممتد حباً، أعلمُ أن ما أكتبه وما كتبته قد لاتقرأه عيناكِ يا أمي، لكن ربما هذا السبب الذي يجعلني أكتب لك، لإن أحدثك دون أملأ قلبكِ بحزني ، وقلقلي ، ونزقي، ومزاجيتي ، وأحلامي، وثرثرتي.. حاولتُ مرة أن أحتويك وأن ألصقَ صدركِ بصدري حين بكيتي في المرات القليلة التي رأيتكِ تبكين فيه، حاولتُ إحتضانك، وإذ بكفيك المكورتين كقبضة لينة ت...

بحر وكتاب وقمر

" لتبدأ الحياة كل يوم كما لوأنها بدأت للتو " غوته ( 1 ) الإجازة فرصة لتغوص أكثر في ذاتك ، تجربة جديدة لأرضٍ جديدة تزورها.. تكتشفها ، تبحث عن تاريخها المدون على سمائها وفي أوراق حشائشها . الإجازة تعني لي لذةً جميلة تتناسل كل عام للتوحد مع كتاب وإتمامه في أيامٍ معدودات على ضوء قمر وشاطيء ورائحة ملح ، أو تحت ظل شجرة وهدوء ظهيرة باردة ، الإجازة محاولة للتحرر من الضغوط و الإلتزامات السخيفة المكبلة لي .. الإجازة حرية مؤقتة تُهديها نفسك ، وعلاقة تجددها مع الروح لتكون روحك هي صديقة روحك .. الإجازة أنت وأنا ولا شيء آخر . ( 2 ) البدايات صعبة و القراءة كأي بداية متعثرة متخبطة غير ثابتة كخطى الطفل الرضيع ، بداياتي كبداياتكم جميعاً قصص المغامرات والألغاز، شُغفت بها اقتنيت كل ما قدرت عليه .. المغامرون الخمسة ، رجل المستحيل ، ملف المستقبل ،( حتى الروايات العاطفية جاء عليها الدور بس ما طولت فيها ).. انغمست في أدب آجاثا حتى النخاع ، غمرني محفوظ ابو روايتنا بحنانه وقوته الروائية ، بدأت أتنوع ... أحرص على أن استفيد من الكُتب ومن القراءة .. قبل أن اقتني أي كتاب ابحث عنه وأصنفه وأق...

ورطة القارئ في الأعياد: نصائح لقراءة منعشة خلال أيام الإجازة القصيرة

  تبدو عطل الأعياد بمثابة شهيق طويل نلتقط فيه أنفاسنا، بعد مسيرة الأعمال المحمومة، ودائرة الروتين اليومي، نخلد فيها للوسائد باطمئنان، نلتهم السعادة مع سكاكر الصغار وحلويات العيد. حتى تداهمنا تلك اللحظة الفارغة!  تلك اللحظة التي تقع وسط نهر الزمن اللاهث وتتجمد العقارب فيها فتبحث داخلك وحولك عن ما يمكن أن يملأها: فيلم؟ كتاب؟ أم نزهة مختلفة؟ بالنسبة لي تكون هذه العطل القصيرة  بمثابة احتفال قرائي أختار فيه كتاباً بعشوائية تلائم نمط فوضى هذه الأيام، أسميه كتاب العيد وأغوص فيه بكل حواسي. مررت بعشرات الأعياد، عشت فيها تجارب مختلفة مع كتب عديدة: منها ما كان اختياره في هذا التوقيت موفقاً ورسخ داخلي قراءة لا تنسى، ومنها ما كان اختياره مروعاً! وتحول لزومبي يزورني ليالي العيد الساكنة السوادء وأثناء غيبوبات نعاس العصر الطويل. في هذا المقال سأستعرض معكم بعض هذه التجارب، ولن أنسى إضافة بعض النصائح المركزة للفوز حقاً بقراءة منعشة في هذه الإجازة القصيرة. فرانكشتاين في بغداد: اخترت فرانكشتاين في بغداد دون الاعتبار لتنافر موضوع الرواية الرهيب مع توقيت (العيد).  بدأت بها مساء يوم العيد ...