فقدتُ بعض اليوميات الخاصة بالقراءة حين دونتها في مفكرة الهاتف ،هاتفي مُعطل بسبب تفكك وصلة الشحن الترانستورية الصغيرة ، سأتابع ما كتبته إلى أن أسترجع يومياتي ..وإلا سأبكي عليها وأنساها .
أنهيتُ أمس كتاب يوميات القراءة لألبرتو مانغويل ، أصبح منظر الكتاب لعيني مُريعاً ومخجلاً .. أخجل من تخطط الكتب بهذه الطريقة ، أحسً أن رونق الكتاب الجديد يجب أن تهتم به حين نقتني كتاباً ، فكنتُ قبل أن أتعرف على هذا القارئ الهائل أتبع تلك السياسة إزاء الكتب .إلا أن سطور مانغويل زجرتني في تاريخ القراءة ، كُل كتاب لا يغدو مقروءاً إن احتفظ بنصاعته ، التخطيط والهوامش علامة القارئ الحقيقي ، الشغوف ..وأنا أحبُ أكثر تلك التهمة ، لذا إمتلأت كتبي بالعديد من بصمات الحبر وأوراق الملاحظات ، عدا عن بقع القهوة ، والفاصل لهذا الكتاب .غدا هذا الكتاب وثيقة مذكرات كما قال .
***
يجب أن أبحث عن أسماء الكُتاب والرسامين الذين دونتهم في بداية الكتاب سريعاً، جوجل حلٌ مذهل :)
***
أعتزمُ بعد قليل كتابة رسالة أشكرُ فيها دار المدى السورية _ العراقية .. الدارُ تسعى لنشر حراكٍ ثاقفي أصيل في منطقتنا ، طبعاتها المريحة ، إهتمامها بالغلاف والترجمات ، أسعارها المعقولة جداً تحضني بشدة لخط عبارات الأمتنان وبعثها عبر البريد الألكتروني .
***
بقي لي " رسالة إلى الوالد " وأنهي المجلد الأول من مجلدات كافكا..هناك أفكارٌ تمورُ بإضطراب وتيه في عقلي ، أقرأُ بعض الصفحات وبجانبي كتاب اليوميات المحرر من ماكس برود _ نشر دار كلمة _ ألتقط بعض يومياته ثم أتابع قراءة الرسالة ، أثناء قراءتي ليوميات مانغويل مررتُ على إقتباس من يوميات كافكا يتحثُ فيها عن الأرق ، تحديداً يوم 2تشرين الأول من العام 1911 ، أقرأ ثلاث يوميات ويعتريني أسى ،وأمنية : أن أكون إلى جانب كافكا في لحظات أرقه المميمتة تلك ، لأناوله كوب نعناع ، أُغطيه باللحاف جيداً ، وأفردُ ساقيه المتأثرتين بركبتيه المتشنجتين بسبب الكتابة ..علّ ساعة من النوم العميق تزوره .
كتب إبراهيم وطفي " عانى كافكا من الأرق طوال حياته "
يقولُ مانغويل : " ليست الكتابة بل هي القراءة التي تبقيني صاحيا، القراءة هي مهنة المؤرق بلا منازع ! "
بخصوص كافكا علقت قصة " الحُكم " في ذاكرتي ،غرست أنيابها وجعلتني أفكر : من هو جيورج ؟ هل هو كافكا ؟ يبدو لي الصديق المهاجر لرزسيا أمنية كافكا في أن يكون مثل حالة : وحيداً ، منعزلاً ، معدماً ..آنذاك .. أقرأ مقالة كتبتها الشاعرة بثينة العيسى تناولت في جزيئة منها قصة الحُكم ، ومن ثم هوب ! تنقشع غلالة الغموض الشفيفة وتنكشف الفكرة المؤرقة فرانز هو الصديق وهو جيورج هوَ كلا هما !
سأحاول كتابة إنطباعي عنها بشكلٍ أكثر نضجاً قريباً .
***
قليلة هي الكُتب المهداة في مكتبتي .. من ضمنها : " الحياة صندوق 7 " لأشعار الباشا ، كُنت أراهن على هذه الفتاة وبما تكتب بنشوء قلم وأدب سيحدث فارقاً في مظهر أدبنا المحلي . أشعار مريضة .. مريضة جداً ، ترقدُ في أحد مشافي لندن مُصابة بنزيف وأفاقت قبل ساعات من غيبوبة ، يا رب كُنّ معها .
***
هذا الإقتباس من الصفحات الأخيرة من يوميات القراءة :
" إلى حدٍ ما هذه هي حقيقة كُل كتاب نحبه. نحن نعتقد إننا نقترب منه عنّ بعد، نراقبه يُزيح الستارة التي تحميه ، نرصده يكشفُ حكايته ونحنُ في المقاعد الأمينة للنظارة _ الناظرين _، لكننا ننسى أن ما يجعل الشخصيات باقية على قيد الحياة ، ومايجعل من القصة حية هو أمرٌ يتوقف على وجودنا كقراء ، يعتمد على فضولنا، على رغبتنا في تذكر تفصيل، أو دهشتنا بسبب غياب، كما لو أن قدرتنا الخاصة على الحب قد خلقت، في خضمٍ من كلمات شخص المحبوب .
لا أعرفُ بعد إلى أي كتاب ستقودني كلمات ماتشادو . "
أنهيتُ أمس كتاب يوميات القراءة لألبرتو مانغويل ، أصبح منظر الكتاب لعيني مُريعاً ومخجلاً .. أخجل من تخطط الكتب بهذه الطريقة ، أحسً أن رونق الكتاب الجديد يجب أن تهتم به حين نقتني كتاباً ، فكنتُ قبل أن أتعرف على هذا القارئ الهائل أتبع تلك السياسة إزاء الكتب .إلا أن سطور مانغويل زجرتني في تاريخ القراءة ، كُل كتاب لا يغدو مقروءاً إن احتفظ بنصاعته ، التخطيط والهوامش علامة القارئ الحقيقي ، الشغوف ..وأنا أحبُ أكثر تلك التهمة ، لذا إمتلأت كتبي بالعديد من بصمات الحبر وأوراق الملاحظات ، عدا عن بقع القهوة ، والفاصل لهذا الكتاب .غدا هذا الكتاب وثيقة مذكرات كما قال .
***
يجب أن أبحث عن أسماء الكُتاب والرسامين الذين دونتهم في بداية الكتاب سريعاً، جوجل حلٌ مذهل :)
***
أعتزمُ بعد قليل كتابة رسالة أشكرُ فيها دار المدى السورية _ العراقية .. الدارُ تسعى لنشر حراكٍ ثاقفي أصيل في منطقتنا ، طبعاتها المريحة ، إهتمامها بالغلاف والترجمات ، أسعارها المعقولة جداً تحضني بشدة لخط عبارات الأمتنان وبعثها عبر البريد الألكتروني .
***
بقي لي " رسالة إلى الوالد " وأنهي المجلد الأول من مجلدات كافكا..هناك أفكارٌ تمورُ بإضطراب وتيه في عقلي ، أقرأُ بعض الصفحات وبجانبي كتاب اليوميات المحرر من ماكس برود _ نشر دار كلمة _ ألتقط بعض يومياته ثم أتابع قراءة الرسالة ، أثناء قراءتي ليوميات مانغويل مررتُ على إقتباس من يوميات كافكا يتحثُ فيها عن الأرق ، تحديداً يوم 2تشرين الأول من العام 1911 ، أقرأ ثلاث يوميات ويعتريني أسى ،وأمنية : أن أكون إلى جانب كافكا في لحظات أرقه المميمتة تلك ، لأناوله كوب نعناع ، أُغطيه باللحاف جيداً ، وأفردُ ساقيه المتأثرتين بركبتيه المتشنجتين بسبب الكتابة ..علّ ساعة من النوم العميق تزوره .
كتب إبراهيم وطفي " عانى كافكا من الأرق طوال حياته "
يقولُ مانغويل : " ليست الكتابة بل هي القراءة التي تبقيني صاحيا، القراءة هي مهنة المؤرق بلا منازع ! "
بخصوص كافكا علقت قصة " الحُكم " في ذاكرتي ،غرست أنيابها وجعلتني أفكر : من هو جيورج ؟ هل هو كافكا ؟ يبدو لي الصديق المهاجر لرزسيا أمنية كافكا في أن يكون مثل حالة : وحيداً ، منعزلاً ، معدماً ..آنذاك .. أقرأ مقالة كتبتها الشاعرة بثينة العيسى تناولت في جزيئة منها قصة الحُكم ، ومن ثم هوب ! تنقشع غلالة الغموض الشفيفة وتنكشف الفكرة المؤرقة فرانز هو الصديق وهو جيورج هوَ كلا هما !
سأحاول كتابة إنطباعي عنها بشكلٍ أكثر نضجاً قريباً .
***
قليلة هي الكُتب المهداة في مكتبتي .. من ضمنها : " الحياة صندوق 7 " لأشعار الباشا ، كُنت أراهن على هذه الفتاة وبما تكتب بنشوء قلم وأدب سيحدث فارقاً في مظهر أدبنا المحلي . أشعار مريضة .. مريضة جداً ، ترقدُ في أحد مشافي لندن مُصابة بنزيف وأفاقت قبل ساعات من غيبوبة ، يا رب كُنّ معها .
***
هذا الإقتباس من الصفحات الأخيرة من يوميات القراءة :
" إلى حدٍ ما هذه هي حقيقة كُل كتاب نحبه. نحن نعتقد إننا نقترب منه عنّ بعد، نراقبه يُزيح الستارة التي تحميه ، نرصده يكشفُ حكايته ونحنُ في المقاعد الأمينة للنظارة _ الناظرين _، لكننا ننسى أن ما يجعل الشخصيات باقية على قيد الحياة ، ومايجعل من القصة حية هو أمرٌ يتوقف على وجودنا كقراء ، يعتمد على فضولنا، على رغبتنا في تذكر تفصيل، أو دهشتنا بسبب غياب، كما لو أن قدرتنا الخاصة على الحب قد خلقت، في خضمٍ من كلمات شخص المحبوب .
لا أعرفُ بعد إلى أي كتاب ستقودني كلمات ماتشادو . "