التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هل أفكُ حِباله ؟؟





قلت لها :
أنا لا أملك ريشا لأطير كما تمارسي تحليقك المبارك ..
قالت :
اصنعي لكِ جناحين بمعاونة الجنون ، فهو من صنع لي جناحي ّ!!
قلت :
حتى الجنون كبلته بحبالٍ غليظة ، وسمحت له بأن يأخذ بيدي فقط في الأحلام ..
أحلم ..
أحلم ..
وأقصى أحلامي حجرة في أعلى المنزل ، بجانب أعشاش العصافير ،أتلصص على القمر وأسمع همس النجوم .. في حجرة كل حوائطها كُتب ونافذتها بلا قضبان ولا ستائر ..
أشُم رائحة الشمس كل صباح من تيك النافذة ،وأروي زهور الجوري التي ابتعتها بالأمس ووضعتها في مزهرية منحنية_ كأمرأة ناضجة هشة_ من زجاج ..
ويختلط نسيم الجوري ببخار القهوة الفائرة ، فأهرول قبل أن تتساقط قطراتها على أوراقي المخطوطة بحبر أسود وبجانبها رواية أقرأها ..
أحلم يا صديقتي بكراوانٍ مصري أضعه بجانب الزهور في قفصٍ بابه مفتوح ، يطير ويحلق ويقتات في الغداة وفي الرواح وفي المساء يأتي بجانبي وسط القفص يغني وَ تُغني الكلمات في عقلي معه
حتى يخلد للنوم وأخلد أنا في صفحات كتاب مسترخية على أريكة ، حتى تسحبني نعومتها وليونتها لعالم النائمين ...
أحلم أن تكون الأوراق الممتلئة بالحبر مخطوط رواية عظيمة ، غلافها يحكي الرواية بالألوان ، وفي أسفله .. هناك ... أقصى اليسار : اسمي ..
احلم وجنوني لمّ يتحرر سوى في خيالي النائم ، ينتظر منّي إشارة، همسة ، لينطلق من عقاله على الأرض الصلبة ...
فهل سأجرؤ ؟؟؟
قالت صديقتي :
صدّقينّي ستَجْرُأين ، وسيأتي ذلك اليوم ..

تعليقات

  1. احييك على التدوين الرائع غرام الحب

    ردحذف
  2. وجودك هو الأروع ، صدقيني !!

    يا جميلة كم سرنّي وجودكِ في وطني ^ ــــ ^

    كونّي بالقرب يا وردة.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحر وكتاب وقمر

" لتبدأ الحياة كل يوم كما لوأنها بدأت للتو " غوته ( 1 ) الإجازة فرصة لتغوص أكثر في ذاتك ، تجربة جديدة لأرضٍ جديدة تزورها.. تكتشفها ، تبحث عن تاريخها المدون على سمائها وفي أوراق حشائشها . الإجازة تعني لي لذةً جميلة تتناسل كل عام للتوحد مع كتاب وإتمامه في أيامٍ معدودات على ضوء قمر وشاطيء ورائحة ملح ، أو تحت ظل شجرة وهدوء ظهيرة باردة ، الإجازة محاولة للتحرر من الضغوط و الإلتزامات السخيفة المكبلة لي .. الإجازة حرية مؤقتة تُهديها نفسك ، وعلاقة تجددها مع الروح لتكون روحك هي صديقة روحك .. الإجازة أنت وأنا ولا شيء آخر . ( 2 ) البدايات صعبة و القراءة كأي بداية متعثرة متخبطة غير ثابتة كخطى الطفل الرضيع ، بداياتي كبداياتكم جميعاً قصص المغامرات والألغاز، شُغفت بها اقتنيت كل ما قدرت عليه .. المغامرون الخمسة ، رجل المستحيل ، ملف المستقبل ،( حتى الروايات العاطفية جاء عليها الدور بس ما طولت فيها ).. انغمست في أدب آجاثا حتى النخاع ، غمرني محفوظ ابو روايتنا بحنانه وقوته الروائية ، بدأت أتنوع ... أحرص على أن استفيد من الكُتب ومن القراءة .. قبل أن اقتني أي كتاب ابحث عنه وأصنفه وأق...

إنني لا أقرأ يا أمي

إنني لا أقرأ يا أمي، لم اعد أملك القدرة على فتح كتاب، غدا مخي يرسم خيالاتٍ حامضة في كل صفحة أقلبها.. توقفت عن الأخوة كارامازوف بعد أن ضقتُ ذرعاً بحديث الأب زوسيما الرتيب المنخفض، وعيون ألكسي المتسعة في إستنكارٍ صامت. ونقاشات الأخ إيفان و والسيد ميوسوف. أردتُ قراءة أهالي دبلن، ولم أقدر سوى على ثلاث قصص تحديداً .. مليئة برائحة السعوط والكهنة، مزاج جويس مخيف وقاتم لكنه حقيقي تماماً لدرجة ان رائحة موت الكاهن العفنة تسللت لأنفي وأنا أقرأ قصة "الأخوات" ، ورأيتُ بعينيّ ظلام سوق آرابي وهو يقفل مطفأً انواره في القصة الكاملة " سوق آرابي ". إنني لا أقرأ يا أمي، ونفسي بلونِ الكُحل، وجسدي واهن وضعيف كورقة مثقوبة، ولا أحد يتحمل شكاية بلا حجم سوى قلبك الممتد حباً، أعلمُ أن ما أكتبه وما كتبته قد لاتقرأه عيناكِ يا أمي، لكن ربما هذا السبب الذي يجعلني أكتب لك، لإن أحدثك دون أملأ قلبكِ بحزني ، وقلقلي ، ونزقي، ومزاجيتي ، وأحلامي، وثرثرتي.. حاولتُ مرة أن أحتويك وأن ألصقَ صدركِ بصدري حين بكيتي في المرات القليلة التي رأيتكِ تبكين فيه، حاولتُ إحتضانك، وإذ بكفيك المكورتين كقبضة لينة ت...

ورطة القارئ في الأعياد: نصائح لقراءة منعشة خلال أيام الإجازة القصيرة

  تبدو عطل الأعياد بمثابة شهيق طويل نلتقط فيه أنفاسنا، بعد مسيرة الأعمال المحمومة، ودائرة الروتين اليومي، نخلد فيها للوسائد باطمئنان، نلتهم السعادة مع سكاكر الصغار وحلويات العيد. حتى تداهمنا تلك اللحظة الفارغة!  تلك اللحظة التي تقع وسط نهر الزمن اللاهث وتتجمد العقارب فيها فتبحث داخلك وحولك عن ما يمكن أن يملأها: فيلم؟ كتاب؟ أم نزهة مختلفة؟ بالنسبة لي تكون هذه العطل القصيرة  بمثابة احتفال قرائي أختار فيه كتاباً بعشوائية تلائم نمط فوضى هذه الأيام، أسميه كتاب العيد وأغوص فيه بكل حواسي. مررت بعشرات الأعياد، عشت فيها تجارب مختلفة مع كتب عديدة: منها ما كان اختياره في هذا التوقيت موفقاً ورسخ داخلي قراءة لا تنسى، ومنها ما كان اختياره مروعاً! وتحول لزومبي يزورني ليالي العيد الساكنة السوادء وأثناء غيبوبات نعاس العصر الطويل. في هذا المقال سأستعرض معكم بعض هذه التجارب، ولن أنسى إضافة بعض النصائح المركزة للفوز حقاً بقراءة منعشة في هذه الإجازة القصيرة. فرانكشتاين في بغداد: اخترت فرانكشتاين في بغداد دون الاعتبار لتنافر موضوع الرواية الرهيب مع توقيت (العيد).  بدأت بها مساء يوم العيد ...