التخطي إلى المحتوى الرئيسي





(حكايتي مع الورق)


سوف احكي حكايتي مع الورق....


على الورق...!


أحكي عن كل أنواع الورق..


عن ورق الشجروالكتب والنقود..فالشجر حينما يعبث بأغصانها الرياح, وتهتز أوراقها الخضراء النضرة, أحس بالحياة بفضل لونها الأخضر الزاهي, وأحس بعظمة خالق هذا الكون حينما أتأملها..هذه حكايتي مع صانعة الأكسجين لهذه الدنيا: مع ورق الشجر.


أما حكايتي مع ورق الكتب فهي طويلة...وربما كانت جميلة...!الكتب كانت ترافقنا حينما درسنا أول مرة..أوراقها تعلمنا كيف نعرف شكل الحروف ومن ثم نقرأها..ثم علمتنا كيف نقرأ الكلمات...فتعلمت كيف أقرأ الكلمات.. فتعلمت القراءة, وأصبحت أقرأ الأناشيد دون مساعدة أمي.أذكر أول كتاب غير كتاب المدرسة حاولت قراءته..كان عبارة عن قصة أطفال أشتراها والدي.. لست أعلم لم اشتراها, لم يشتريها لي أنا متأكدة.. ربما أشتراها بسبب كونها قصة مترجمة,محبوكة,رائعة الرسومات.. أذكر كيف كان شكل وجوه أشخاصها.. ولا أذكر حكايتها بالضبط, ولكنها كانت تدور حول رحالة (ربما كان ايطاليا") سافر من وطنه للتجارة , وكسب الرزق, ولكنه خسر تجارته وأصبح فقيرا"..وللأسف لا أتذكر نهايتها.. ولكني أملك بالتأكيد نهاية حكايتي مع الكتب..لقد اشتريت مكتبة بسيطة وملأتها كتبا" ومجلات.. ملأتها قصصا"وروايات,ومقالات,وأساطير,ومعجزات علمية,وحكايات عن الجاسوسية,وسيرا" لعلماء وأدباء,وألغازا" بوليسية ولازلت أحاول ملء فراغاتها بالمزيد... هذه حكايتي مع الكتب وأوراقها.


أما النقود.... تلك الأوراق الملونة, التي لو ملكنا الكثير منها لملكنا كل ما نحلم به.ولكني أعجب منها!إنها أوراق يصنع الإنسان من أجلها الأفضل, والأجمل, وكل عجيب مقتنى, لكي يشتريها بالمال...بتلك الأوراق الزاهية....!بل ربما لم يشتر بها شيئا", فيفني حياته كي يكدسها ويجمعها ويسعد عينه بمرآها..... ولست ادري أي سعادة تلك التي يحس بها جامعها حينما يرى تلك الأوراق ولا يشتري بها ما يتمناه... هذه هي النقود التي قامت من أجلها حروب ومات بسببها بشر..هي مجرد أوراق...!


ترى هل استطعت أن أفهمكم بحكايتي معها ؟


مع الأوراق..؟

تعليقات

  1. تصوير رائع وكلمات مسبوكة وان كان الاسلوب المباشر قد طغى عليها الا أن ترابط الافكار والتشدق في بعض المفردات غلفا تلك الاخطاء,,,

    al-mosalem@hotmail.com

    ردحذف
  2. شكراً لقرائتك ياعماد..
    ردك المتمكن يهمني... ونقدك المحايد من أهداف هذه المدونة...
    شكراً لك مرةأخرى.

    ردحذف
  3. يسعدني عزيزتي ان اشارك بالتعليق على بعض ما كتبت,لك مني الف تحية والف وردة

    ردحذف
  4. جميلة:
    مدونتي تزدان بتعليقاتك عزيزتي...
    فهاهي اكتسبت جمال حضورك، وعطاء كلماتك...
    شكراً لك بحجم هذا الحضور الباذخ...
    قي إنتظار تعليقاتك الصريحة دوماً.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحر وكتاب وقمر

" لتبدأ الحياة كل يوم كما لوأنها بدأت للتو " غوته ( 1 ) الإجازة فرصة لتغوص أكثر في ذاتك ، تجربة جديدة لأرضٍ جديدة تزورها.. تكتشفها ، تبحث عن تاريخها المدون على سمائها وفي أوراق حشائشها . الإجازة تعني لي لذةً جميلة تتناسل كل عام للتوحد مع كتاب وإتمامه في أيامٍ معدودات على ضوء قمر وشاطيء ورائحة ملح ، أو تحت ظل شجرة وهدوء ظهيرة باردة ، الإجازة محاولة للتحرر من الضغوط و الإلتزامات السخيفة المكبلة لي .. الإجازة حرية مؤقتة تُهديها نفسك ، وعلاقة تجددها مع الروح لتكون روحك هي صديقة روحك .. الإجازة أنت وأنا ولا شيء آخر . ( 2 ) البدايات صعبة و القراءة كأي بداية متعثرة متخبطة غير ثابتة كخطى الطفل الرضيع ، بداياتي كبداياتكم جميعاً قصص المغامرات والألغاز، شُغفت بها اقتنيت كل ما قدرت عليه .. المغامرون الخمسة ، رجل المستحيل ، ملف المستقبل ،( حتى الروايات العاطفية جاء عليها الدور بس ما طولت فيها ).. انغمست في أدب آجاثا حتى النخاع ، غمرني محفوظ ابو روايتنا بحنانه وقوته الروائية ، بدأت أتنوع ... أحرص على أن استفيد من الكُتب ومن القراءة .. قبل أن اقتني أي كتاب ابحث عنه وأصنفه وأق...

ورطة القارئ في الأعياد: نصائح لقراءة منعشة خلال أيام الإجازة القصيرة

  تبدو عطل الأعياد بمثابة شهيق طويل نلتقط فيه أنفاسنا، بعد مسيرة الأعمال المحمومة، ودائرة الروتين اليومي، نخلد فيها للوسائد باطمئنان، نلتهم السعادة مع سكاكر الصغار وحلويات العيد. حتى تداهمنا تلك اللحظة الفارغة!  تلك اللحظة التي تقع وسط نهر الزمن اللاهث وتتجمد العقارب فيها فتبحث داخلك وحولك عن ما يمكن أن يملأها: فيلم؟ كتاب؟ أم نزهة مختلفة؟ بالنسبة لي تكون هذه العطل القصيرة  بمثابة احتفال قرائي أختار فيه كتاباً بعشوائية تلائم نمط فوضى هذه الأيام، أسميه كتاب العيد وأغوص فيه بكل حواسي. مررت بعشرات الأعياد، عشت فيها تجارب مختلفة مع كتب عديدة: منها ما كان اختياره في هذا التوقيت موفقاً ورسخ داخلي قراءة لا تنسى، ومنها ما كان اختياره مروعاً! وتحول لزومبي يزورني ليالي العيد الساكنة السوادء وأثناء غيبوبات نعاس العصر الطويل. في هذا المقال سأستعرض معكم بعض هذه التجارب، ولن أنسى إضافة بعض النصائح المركزة للفوز حقاً بقراءة منعشة في هذه الإجازة القصيرة. فرانكشتاين في بغداد: اخترت فرانكشتاين في بغداد دون الاعتبار لتنافر موضوع الرواية الرهيب مع توقيت (العيد).  بدأت بها مساء يوم العيد ...

هل ننجو من لعنة الفراعنة؟ إليكم ماحدث ..

مقولة مثل كل المقولات ! رماها أحدهم في الفضاء وتلقفتها الأفوه؛ لاكتها، عجنتها، تندرت بها، توجست منها، ثمّ: صدقتها . تلك هي حكاية لعنة الفراعنة باختصار ! منذ أن افتتح كارتر مقبرة توت غنع آمون وهناك من يؤمن بتلك اللعنة، وهناك من يضحك على من يؤمن بها … لعل ضحكه يدفع شراً ما، لكن الجميع يتفق على أنها ظاهرة غريبة ليس لها تفسير، أو قد تحمل تفسيراً أُوري في الخفاء كما يحدث مع ظاهرة موت لاعبي كرة القدم بالسكتات القلبية هذه الأيام :) ! لم يمت أحدٌ ممن اكتشفوا مقبرة (واح ـ تي) في نوفمبر  2018 ، وهو مسؤول كبير _ كاهن للسلالة الخامسة من أسرة الفراعنة _ ، حوت المقبرة عدة موميات لوالدة هذا الكاهن وأولاده وزوجته، إضافة لموميات لبوة وشبل أسد، حوت المقبرة قصة حياة " واح تي " وتاريخاً آخر لصراعٍ عاشه مع مواطن فرعوني آخر أراد أن يطمس حضوره بعد الموت واستولى على المقبرة عله يحظى بجنة (واح - تي) بعد الموت ! خلال ساعتان مركزة من السرد المرئي لاكتشاف غرفة  ...