التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٦

الركضُ أم الكتابة ؟ (35)

باموق هو الطفل الأصغر أمامي ساعةٌ كاملة  قبل الغوص في مهام إعداد وجبة الإفطار، ولا أزال أفكر:  أأقوم بالركض على الجهاز الرياضي أم أفتح جهازي المحمول وأحاول كتابة شيء ما عن باموق؟!  لا أعرف كيف أكتب ما أريد كتابته عنه وما أصبحتُ أفكر فيه بعد إنهائي كتاب المذكرات " أسطنبول الذكريات والمدينة " منطرحة على الأريكة بخمول، تتنازعني الرغبات بين المشي وباموق، وفكرة ما عن حساء الفطر وجبن الحلوم المشوي، وعدد الصراصير الوجودة في بالوعات البيوت،  فيما أمامي على الشاشة فيلم كرتوني، وحولي ثلاثة صبيان يبدون كمصابين بغثيان الظهيرة . أخذت أفكاري منحى متواتر ومستمر فيما يخصُ الكتابة، ولمعت في ذهني البداية ! ـ و هذه أهم النقاط للكتابة ـ بعدها يبدأ الإسترسال . تبدو فكرة تدفق الكتابة على عقلك كلعنة فراعنة ... فتتورط بالنهاية ! كيف تُنهي ما كُتب ؟ كُنت أكره أورهان باموق ، أعني أن كُرهي يتمثل لما يكتبه، قرأته للمرة الأولى في رواية الحياة الجديدة، وقلتُ لنفسي ماهذا الضياع المكتوب ؟ مالذي يريد الكاتب قوله لي ؟ لبرهة ما سخرتُ من موضوع حيازته لنوبل  وأكملتُ ...

أَكتُبْ كما لو كُنتْ في التاسع والعشرين من مايو (34)

هذه التدوينة عبارة عن مسودة ، كنت أشطب وأكتب وأضيف فيها طوال شهر مايو، ولمّ تُنشر إلا الآن ... العجيب ما حدث في مايو ! حيث تضاءلت كتاباتي وتدويناتي اليومية الخاصة فيما تصاعدت وتيرة قراءاتي، لتكن العلاقة بين القراءة والكتابة عكسية، لكن الأهم أن يبيقيان ضمن إطار علاقةٍ ما ...هذه التدوينة عبارة عن ماحدث مع القراءات في شهر مايو.. في هذا الشهر واللذي يصادف شهر رمضان ستكون قراءتي مرتكزة على كتابين : أسطنبول: الذكريات والمدينة لباموق، ومن شرفة إبن رشد للكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطيو . *** خمسة أصوات ـ غائب طعمة فرمان قرأت هذاه الرواية بتدفق وإنهماك ثم توقفت قرابة الشهر .. لماذا ؟ لقد ضاع الكتاب في سيارة أحد إخوتي، لأجده بشكلٍ غرائبي داخل درج خزانتي .. صحيح أن رعدة سريعة مرت بي وأنا أتأكد من أن الكتاب هو ذاته كتابي ... لكنني إبتهجتُ جداً حين تأكدت من أنه هو : كتابي البنفسجي الضائع . قراءةٌ أولى لغائب، لقد أهداني أحد الأصدقاء هذه الرواية، طوال القراءة كان يمر بي طيف نجيب محفوظ، إنه يشبه سرد محفوظ إلى حدٍ ماـ خاصة في رواية ميرامار ـ حيث تتعدد أصوات الرواة كما فعل غائب متنقلاً بين خمسة ...

لماذا تصعد الأحلامُ في رمضان ؟

في تاريخنا كمسلمين نعلمُ أن ليلة القدر تقع في العشر الأخير من شهر رمضان الهجري، وكنت وأنا صغيرة أنتظر حدوثها بمعرفتها بإحساسي الخاص ولم أفلح، كبرت وعلمت أن لها علامات تحدث بعد شروق شمس هذه الليلة، ويعني هذا أن إقتناصك لها لايكون إلا بإجتهادك التعبدي في كل ليالي العشر الأخير فلا يعلم عن هذه اللية إلا الله جل شأنه . في هذه الليلة يُقدر فيها مايكون من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية كما قال ابن سعدي في تفسيره، فيها تُجاب الدعوات وتتحقق الأحلام بفضل ربنا وكرمه، التعبد والركوع والسجود  وجُل العبادات فيها يعادل عمل ابن آدم في ألف شهر، وهو مايعادل حسابياً عمله في ٨٣ سنة وبضعة أشهر ـ تقريباً ـ .. أي أكثر من متوسط عمر الفرد في هذا القرن! سبحان من أوجد مثل هذه الليلة، إن تفكيري بها لاينقطع أبداً، التفكير بما يحدث فيها وكيف، يُحذرني قلبي من التجاوز في التفكير مما قد يوقعني في غضب ربي ... أتراجع وأستغفره، ثم أعود للخيالات والتفكير ... وتستمر الدائرة طوال شهر رمضان .  لله حكمةٌ عظيمة في عدم بيانها قبلاً، أصبحتُ كل رمضان أختبر حدسي في الشعور بنزول الملائكة كل ليلة وقطعاً لم أفلح، أصبحت...