التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رواية الثوريّ المخضرم !

" ولن أتحدث عن إكتشافي لطه حسين ولشعر المتنبي اللذين أُضيفا إلى ذخيرتي من القراءة المستمرة : ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة ، ولا عن جماعة الجراموفون في المدرسة التي اكتشفت عن طريقها الموسيقى الكلاسيكية وأحببتها . ولكن لا بد أن أشير ولو مجردإشارة إلى مظاهراتنا كطلبة ضد الإنجليز وضد الملك فاروق، الذي أزعم أن أول مظاهرة حاشدة خرجت تهتف بسقوطه وبعودته مع أسرته إلى أنقرة كانت هي إحدى مظاهرات السعيدية الثانوية . وفي تلك الأيام كانت اهتماماتنا تشمل الوطن العربي إن لم يكن العالم كله . فقد خرجنا في مظاهرات ضد فرنسا بسبب جرائمها في تونس والجزائر، وضد انجلترا من أجل العراق، وضد الصهيونية من أجل فلسطين، وكان من أساتذتنا من يُعلمنا الوطنية كجزء من المقرر .
وأذكر مثلاً الأستاذ السعدني مدرس التاريخ الذي كان يؤنب التلاميذ حين يتخلفون عن مظاهرة وطنية، وكان الأستاذ السعدني يعلم أنه يُغامر بوظيفته حين يحثنا على التظاهر ضد الملك، ولكنه كان يُعلمنا أيضاً أن نغامر حباً للوطن . وكم مرة ضربنا الجنود بالهراوات في تلك المظاهرات وكم مرة سمعنالعلعة الرصاص !
كان ذلك في السنوات القليلة التي سبقت الثورة ، أيام حكومات النقراشي وإبراهيم عبد الهادي، ولكن جاءت حكومة النحاس باشا ، اختفى حصار الشرطة الدائم الذي كان مضروباً حول مدرسة السعيدية وحول الجامعة وكانت ممظاهراتنا تخرج في امان نسبي وهي تطالب النحاس بإلغاء معاهدة 36وبالكفاح المسلح في القناة ضد الإنجليز، ولم تكن الأخطار تبدأ إلا حين تتعرض الهتافات للملك . كان من بيننا في السعيدية الثانوية وفديون وإخوان مسلمون وشيوعيون وكل ألوان الطيف، ولكن الغالبية العظمى من الطلاب _ الجسد الحقيقي للمظاهرات _ كانت مثلي : كنا نحب النحاس باشا وصلاح الدين باشا وصلاح الدين باشا وتستهوينا شعارات الإشتراكية حين نقرأ لأحمد حسين في صحيفة الإشتراكية ولفتحي رضوان في اللواء الجديد دون أن نهتم بالانضمام إلى حزب أو تيار مُعين .وكان أساتذتنا يعلموننا أن يكون هوانا الأول هو الوطن، سواء كُنا حزبيين أو غير حزبيين .
وأذكر ذات مرة أن الخلاف احتدم بين قادة الأحزاب والتيارات في السعيدية ونحن نقف في فناء المدرسة قبل أن تخرج إحدى المظاهرات ، وكاد الأمر يصل إلى حد الإشتباك ، فوقف واحد من الطلاب فوق أعلى درجات سلم وبدأ يهتف بسقوط رؤساء الأحزاب مسمياً إياهم واحداً واحداً . بدأ بأسماء زعماء أحزاب الأقلية، فلم تكن هناك مُشكلة في أن تردد المدرسة كلها الهتاف ضد عبد الهادي وحافظرمضان ، الخ . ولكن حين وصل هتافه إلى النحاس أصابت رئيس اللجنة الوفدية للطلاب نوبة تشنج وراح يكرر بمفرده الهتاف لزعيم الوفد النحاس ! " النحاس " " النحاس " فانفجر الطلاب بالضحك، ولما انتبه زميلنا الوفدي إلى أنه يهتف وحده بدأ يضحك هو أيضاً . وكنا جميعاً قد فهمنا من أول لحظة ما يريده ذلك الزميل الذي يهتف بسقوط زعماء الأحزاب ، فقد انتهى بالطبع إلى هتاف " وتحيا مصر " وهكذا فقد خرجت المدرسة كلها في ظل الشعار الموحد لتطالب النحاس بأن ينجز وعده بإلغاء المعاهدة .
دخلت الجامعة في السنة التي قامت فيها الثورة . وكم كانت فرحتنا بها ! ألم نشارك في صنعها بمظاهراتنا و هتافاتنا ضد الملك الفاسد ؟ .. ألم ننزل إلى الشارع من أول دقيقة لكي نحمي بأجسادنا تلك الدبابات القليلة العتيقة التي حاصرت قصر عابدين ، نحميها من غدر الملك وغدر الإنجليز ؟..
أولم يكن هؤلاء الظباط شباتاً مثلنا لا يكبروننا سوى بسنوات قليلة وقد خرجوا يضحون بحياتهم لكي تتحقق أحلامنا ؟..
كل ذلك حق . ولكن ما أقصر عمر الفرحة ! .. ما أسرع انتهى شهر العسل بين الثورة و الطلبة !.. تحققت أحلامنا الكبيرة : خرج الملك ، وصدر قانون الإصلاح الزراعي لإنهاء الإقطاع ، وتم تطهير جهاز الحكم من الفاسدين والمرتشين . ولكن بدا من أول لحظة أن الضباط لا يريدون أن يشاركهم في الحكم_ وبل ولا في الرأي _أحد . وعندما خرجت أول مظاهرة من جامعة القاهرة تهتف : " يسقط حكم البكباشية " تلقفنا الجنود بالعصي والهراوات مثلما كانوا يفعلون أيام حكومة النقراشي .
ثم حدث ما هو أسوأ من ذلك بكثير ..
وما أكتبه الآن هو نوع من من التبسيط المسرف للأمور وإن لم تكن بمثل هذه البساطة . فأنا لا أريد أن أقول إننا مجموع الطلاب ) قد عادينا الثورة كما نعادي حكومةالملك. ولكني أريد أن أقول إن صراعاً قد نشأ _ لا بيننا وبين الحكمفحسب _ بل إن الصراع نشب في وجداننا أيضاً بين تأييد لما تفعله الثورة في حربها ضد الإنجليز ومن أجل استقلال الوطن والنهوض به وبين كراهيتنا لحكمها الطائش وقبضتها الخانقة في لحظات معينة ، مثل تأميم القناة أو حرب بور سعيد .
كان الجانب الأول يطغى فنؤيد الثورة تأييداً جارفاً ونعرض حياتنا دفاعاً عنها . وفي أوقات أخرى _ مثل أيام حملات الإعتقالات أو جلسات محاكم الثورة الكابوسية التي كانت تذاع في الراديو _ لم يكن الرعب والغضب يتركان مكاناً لأي حب أو تأييد . وما أريد أن أصل إليه هو أن هذا المناخ من المشاعر المزدوجة و المتضاربة هو الذي بدأنا _ جيلي وأنا _ نكتب في ظله . ثم إننا حين تقدمنا في العمر واكتسبنا شيئاً من النضج ، كان الوعي بهذه الإزدواجية ومحاولة الخروج منها مؤشراً رئيسياً في كتاباتنا .

بهاء طاهر 
من مقدمة رواية خالتي صفية والدير

صورة الروائي والمسرحي  " بهاء طاهر " تبعث فيّ ذكرى الراحل " نجيب محفوظ " ، ويفعل أسلوبه في كتابة الرواية ذات الفعل في الذاكرة : فهي تستحضر ، تتذوق ،كل اللذة والمتعة التي رافقتني أثناء قراءة محفوظ . من مميزات أسلوبهما القدرة القوية على صنع صورة حية دقيقة لكل ما دار في الرواية من حدث ، من مكان أو زمان، و تنتقل إليك بفعل القراءة .. كذلك يتميزان ببلاغة قوية ولغة جميلة حصيفة وإن كنت أرى لغة " بهاء طاهر " أرَقّ وأسهل ،بالإضافة إلى بناءٍ روائي متماسك ومسترسل _ لا يجعل القارئ يدوخ في متاهاته! _ ، شخصياته محبوكة واقعية ، وخط أو محور الرواية واضح ويحمل في جوفه رسالاتٍ أخلاقية وإجتماعية وأدبية .
 العديد من أعماله استحقت وعن جدارة جوائز محلية ودولية ..حاز على جائزة الدولة التقديرية قي الآداب سنة 1998، حصل على الجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته واحة الغروب، وحازت رواية " خالتي صفية والدير " _ وهي الرواية التي سأتحدث عنها _ على جائزة جوزيبي اكيربي الإيطالية سنة 2000، ولأجل هذا الخبر نقلت خبر ما حصل عليه من جوائز من الويكيبيديا إليكم فقد رد بهاء طاهر جائزة مبارك للآداب التي حصل عليها عام 2009 في العام 2011 أثناء الاحتجاجات التي شهدتها مصر ولا زالت تشهدها الآن، وقال أنه لا يستطيع أن يحملها وقد أراق نظام مبارك دماء المصريين الشرفاء ، وبياناً لسبب تسميتي له باالثوري المخضرم فقد كان شاباً حماسياً ثورياً يهتف للوطن وضد الأحزاب ،والآن و الشهرة تحيط به و العمرُ يتأرجح به على السادسة والسبعين ثورياً وطنياً بذات الحماسة وذات النزاهة ، ولنّ نستغرب حين نعلم أن روايته التي سأتحدث عنها كتبت في جنيف فقد منع من الكتابةعام 1975 وبعد منعه من الكتابة ترك مصر وسافر لافريقيا وآسيا حيث عمل مترجما.و عاش في جنيف بين عامي 1981 و 1995 و عمل مترجما في الأمم المتحدة ،عاد بعدها إلى مصر حيث يعيش الآن (2010).
 روايته هذه قُسمت إلى أربعة أجزاء :
المقدس بشاي
خالتي صفية
المطاريد
النكسة 
بالإضافة إلى المقدمة بذكرياتها الحلوة والتي أوردت جزاءاً منها في البداية ، وخاتمة الرواية .  في الجزء الأول يتحدث الراوي عن نشأته كصعيدي جيرانه ديرٌ  في شرق البلد لعبادة النصارى ، يصف  جدرانه الطينية ونخلاته المزروعة في مزرعة فسيحة ، يحكي علاقته بذلك الدير وأهله حين يهدونهم صباح العيد كعك العيد ، فيقابله المقدس بشاي بإبتسامة حنونة ومسحة على شعره وبضعٍ من تمرات نخل الدير ، تكبر العلاقة بين الصبي والمقدس بشاي دون أي حواجز أو موانع تحول دون إندماج الأقباط بالصعيدي المسلم ، الرائع في هذه اللفتة في الرواية إعطاء خلفية عن واقع المصريين الحقيقي وعلالقة المسلمين بالأقباط ، بسيط هو المصري .. بسيط ومسالم ولكنه يثور حين تؤكل حقوقه وتندمج الفوراق كلها كما جاء في جزء النكسة حين اندمجت كل الشرائح في نسيج الوطن والذود عنه، فجاء الرهبان يساهمون بالمساعدة ، والمطاريد ( وهم المجرمين الهاربين من العدالة ) وأبناء البلد الريفين يذودون عن الوطن وعن أرضه ..
نأتي إلى حكاية صفية الفتاة الحلوة ناعسة العينين ، خمرية البشرة ، تزجها الأحداث في رحاب الدير حين يهرب حربي حبيبها من إنتقامها إلى الدير للإحتماء من ثأرها، ففي الدير وساحة الدير لا يدخل سلاح ولا يقع قتال .. الدير ساحة آمنة مكان مقدس للعبادة ، تتوطد علاقة حربي بمقدس الدير الطيب كطفل " بشاي " ، يصبحا صديقين ، وحين يموت حربي متأثراً من جراحه الظلم الذي وقع عليه من صفية وزوجها سعادة البيك القنصل ، يُصاب " بشاي " بالجنون .
حين مات زوج صفية ، يصف الراوي مشهد خالته وحزنها عليه بسطورٍ تحكي إنتقال روح الزوج إلى صفية الناعمة فتتغير سحنتها ، وكأني بذلك أسمع حكاية عن أسطورة إنتقال الأرواح .. تقول السطور : 
" ..لا أعرف تفسيراً لما حدث . ولكن خطوطا كالتجاعيد بدأت تظهر في وجهها ورقبتها . ولم تعد تكتفي بالجلباب والطرحة حين تكون في البيت بل كانت تربط منديلاً عريضاً أسود حول رقبتها . وكان جسدها الذي امتلأ قليلاً بعد مولد حسان قد اصبح أشد نحولاً مما كنت قبل أن تترك بيتنا . وبدأت بشرتها الناعمة تزداد خشونة وسمرة يوماً بعد يوم . وهل يجوز أن أنقل ما سمعت أمي تقوله لأخوتي من أنها مذ نزلت البلد لم تعد تكثر من الإستحمام كما كانت تفعل في السراي أيام كانت تستحم في اليوم الواحد مرتين ؟ .. لا أعرف إن كان ذلك بسبب الحزن أو الكسل أو اليأس ، ولكن شيئاً ما بدأ يحدث أو خيل اليّ أنه يحدث مع إزدياد سمرة بشرتها : خيل إلي أنها بدأت بالتدريج تشبه البيك وأن لهجة كلامها بدأت تشبه لهجته . " ص 77
رواية مختلفة تقع في 141 صفحة إصدار دار الآداب . 



تعليقات

  1. أفضل 3 شهادات لتكنولوجيا الاتصالات وأنظمة الشبكات
    https://modn.com/ar/top-3-IT-certificates-that-are-in-a-high-demand-in-2022?utm_source=falsfaglam&utm_medium=organic&utm_id=H-102

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحر وكتاب وقمر

" لتبدأ الحياة كل يوم كما لوأنها بدأت للتو " غوته ( 1 ) الإجازة فرصة لتغوص أكثر في ذاتك ، تجربة جديدة لأرضٍ جديدة تزورها.. تكتشفها ، تبحث عن تاريخها المدون على سمائها وفي أوراق حشائشها . الإجازة تعني لي لذةً جميلة تتناسل كل عام للتوحد مع كتاب وإتمامه في أيامٍ معدودات على ضوء قمر وشاطيء ورائحة ملح ، أو تحت ظل شجرة وهدوء ظهيرة باردة ، الإجازة محاولة للتحرر من الضغوط و الإلتزامات السخيفة المكبلة لي .. الإجازة حرية مؤقتة تُهديها نفسك ، وعلاقة تجددها مع الروح لتكون روحك هي صديقة روحك .. الإجازة أنت وأنا ولا شيء آخر . ( 2 ) البدايات صعبة و القراءة كأي بداية متعثرة متخبطة غير ثابتة كخطى الطفل الرضيع ، بداياتي كبداياتكم جميعاً قصص المغامرات والألغاز، شُغفت بها اقتنيت كل ما قدرت عليه .. المغامرون الخمسة ، رجل المستحيل ، ملف المستقبل ،( حتى الروايات العاطفية جاء عليها الدور بس ما طولت فيها ).. انغمست في أدب آجاثا حتى النخاع ، غمرني محفوظ ابو روايتنا بحنانه وقوته الروائية ، بدأت أتنوع ... أحرص على أن استفيد من الكُتب ومن القراءة .. قبل أن اقتني أي كتاب ابحث عنه وأصنفه وأق

هل ننجو من لعنة الفراعنة؟ إليكم ماحدث ..

مقولة مثل كل المقولات ! رماها أحدهم في الفضاء وتلقفتها الأفوه؛ لاكتها، عجنتها، تندرت بها، توجست منها، ثمّ: صدقتها . تلك هي حكاية لعنة الفراعنة باختصار ! منذ أن افتتح كارتر مقبرة توت غنع آمون وهناك من يؤمن بتلك اللعنة، وهناك من يضحك على من يؤمن بها … لعل ضحكه يدفع شراً ما، لكن الجميع يتفق على أنها ظاهرة غريبة ليس لها تفسير، أو قد تحمل تفسيراً أُوري في الخفاء كما يحدث مع ظاهرة موت لاعبي كرة القدم بالسكتات القلبية هذه الأيام :) ! لم يمت أحدٌ ممن اكتشفوا مقبرة (واح ـ تي) في نوفمبر  2018 ، وهو مسؤول كبير _ كاهن للسلالة الخامسة من أسرة الفراعنة _ ، حوت المقبرة عدة موميات لوالدة هذا الكاهن وأولاده وزوجته، إضافة لموميات لبوة وشبل أسد، حوت المقبرة قصة حياة " واح تي " وتاريخاً آخر لصراعٍ عاشه مع مواطن فرعوني آخر أراد أن يطمس حضوره بعد الموت واستولى على المقبرة عله يحظى بجنة (واح - تي) بعد الموت ! خلال ساعتان مركزة من السرد المرئي لاكتشاف غرفة  

ورطة القارئ في الأعياد: نصائح لقراءة منعشة خلال أيام الإجازة القصيرة

  تبدو عطل الأعياد بمثابة شهيق طويل نلتقط فيه أنفاسنا، بعد مسيرة الأعمال المحمومة، ودائرة الروتين اليومي، نخلد فيها للوسائد باطمئنان، نلتهم السعادة مع سكاكر الصغار وحلويات العيد. حتى تداهمنا تلك اللحظة الفارغة!  تلك اللحظة التي تقع وسط نهر الزمن اللاهث وتتجمد العقارب فيها فتبحث داخلك وحولك عن ما يمكن أن يملأها: فيلم؟ كتاب؟ أم نزهة مختلفة؟ بالنسبة لي تكون هذه العطل القصيرة  بمثابة احتفال قرائي أختار فيه كتاباً بعشوائية تلائم نمط فوضى هذه الأيام، أسميه كتاب العيد وأغوص فيه بكل حواسي. مررت بعشرات الأعياد، عشت فيها تجارب مختلفة مع كتب عديدة: منها ما كان اختياره في هذا التوقيت موفقاً ورسخ داخلي قراءة لا تنسى، ومنها ما كان اختياره مروعاً! وتحول لزومبي يزورني ليالي العيد الساكنة السوادء وأثناء غيبوبات نعاس العصر الطويل. في هذا المقال سأستعرض معكم بعض هذه التجارب، ولن أنسى إضافة بعض النصائح المركزة للفوز حقاً بقراءة منعشة في هذه الإجازة القصيرة. فرانكشتاين في بغداد: اخترت فرانكشتاين في بغداد دون الاعتبار لتنافر موضوع الرواية الرهيب مع توقيت (العيد).  بدأت بها مساء يوم العيد بعد إرهاق التقبيل ا