التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٧

العجوز القافز

لايدري العجوز كيف حدث ماحدث، كل مايعلمه ويحسه هو الخفقان القوي داخل صدره، هو متيقن من أن داخل قفصه الصدري الآن عصفور لا قلب، فما يحدث له يتجاوز أي منطق أو قاعدة .... لدرجة  أنه متأكد من حدوث شيء خارق له في اللحظات القادمة : فإما أن  يموت أو ينقلب لطفلٍ رضيع بلا ريب . كان يجزُ شجر الحديقة ... عندما صدحت الأغنية !  انهمرت الدموع من عينيه كشلال متدفق من العدم ، وامتدت عظام السُلامى في قدمه حتى مزقت حذاءه الخاص بالمزرعة، وتساقطت أسنانه دفعة واحدة، ثم بدأ يقفز ! ليست الحكاية أنها مجرد قفزة عادية، لقد قفز ثم قفز وقفز وقفز بلا نهاية، وكان يشعر بأن أحشائه بحالٍ غريبة، كان يشعر بكبده وطحاله وقلبه وكأنهم في حفلة راقصة .. يقول الجيران أنه جز عشب الحديقة كُله في ٤ ثوان ! وسمعوا صوت تكسر خشب في المساء،  وحين إستيقظوا وجدوا باب بيته محطماً بفظاعه، وصالونه البسيط مكشوف للملأ وعامر بالطيور والحيوانات الضالة ...... أما العجوز : فلم يكن له من أثر .

شتاء بلا بطانية، التحول من خفاش لعصفور (40)

أسعى لتغيير عاداتي، حتى أتمكن من إستغلال وقتي جيداً، عدد ساعات قراءة أكثر، الجري يومياً والنوم في الليل ..  يبدو ذلك مستحيلاً إذا ماعلمتم أنني كائن ليلي عتيق، كان الليل رفيقي في تقليب الصفحات ، والتأمل الصامت وحتى الرياضة، كان محفزي دائماً ووقت مخاض القصص الموحش ... كان سفري الأخير تجربة : هل أستطيع أن أتحول لكائن صباحي ؟ حسناً لأحكي لكم ذلك : كُنتُ أتبعُ نمطاً ثابتاً طيلة ٢٠ يوماً، أستيقظ صباحاً، تكون ساعة الإستيقاظ الأولى هي الأنسب لتسجيل يومياتي، حيثُ الذهن صافٍ كصفحة نهر .. والهدوء لايقطعه سوى تغريد العنادل، تبدو لحظة الفراغ تلك، المتجلية بوضوح فورة الإستيقاظ لحظة جلاء وتدفق، حتى أننني حين أراجع ما كتبته في الليل أتعجب ، وأتساءل عبر نصيحة يوسا  : " إبحث عن أسلوبك الخاص  !" هل هذا أسلوبي الخاص بعيداً عن قوالب الكتب التي أقرأها أثناء الكتابة ؟ بالمحصلة كانت تلك تجربة ناجحة، أنام في الليل وأستيقظ صباحاً، مرة أيقظتني رائحة الخَبز في مراكش ، كان ذلك منبهاً عجيباً ولذيذاً وله رائحة طرية، قرأت عبر مقال للإستيقاظ باكراً أن توقيت آلة القهوة لتصنع لكَ كوباً أحد الحلول الم