التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٦

العنكبوت المُنقذ

 " أهدي هذه التدوينة لأعضاء مجموعة Moma's and babies "   أكتشفتُ أن سياستي في الحياة تعتمد على إبتلاع المنغصات، المشاكل، المواقف والأفكار المشحونة بجرعات من الشحنة السالبة ... إعتدت أن التقمها في فمي وابلعها داخلي للعدم كحبة حلقوم، لم تستوقفني أبداً ما أصطلح عليه الناس في العالم الإفتراضي ووسائل التواصل الإجتماعي ما يُسمى ب " الحلطمة " و " الفضفضة " وطرح الهم عن المنكبين بالنواح والأحاديث المملؤة بزبد اللعاب والشكوى ... ربما كانت القراءةُ ـ وفيما بعد الكتابة ـ قد جعلتني التهم العثرات أمامي وأكورها كقنفذ، أعتقدُ ذلك فلم أتوقف مذ أدركتُ وجودي عن القراءة، كانت القراءة بإختصارٍ شديد هي حياتي . حسناً أنا أكبر ، وبإرادتي أقفز لمرحلة الإرتباط بشريك وتكوين أسرة، الآن أعتبرُ ذلك القرار المصيري كمرحلة منسية ولا أحاول إرساء سفن الذكريات داخل عقلي بما يخصها، ولذلك أسبابي التي قد يتأتى لي في يومٍ من الأيام أن أسردها.. لاشك أنها مرحلةٌ سعيدة، كنتُ فيها هانئة كأشد مايكون الهناء ...حمداً لله ! لعل  ماقالته جدتي كحكمة قديمة هو ماحصل لي آنذاك : ( ماهان ت

31

إعتدلتُ في جلستي وعلمتُ فجأة أنني أقوى من الكسل وأقدر على أن أكتبُ اليوم كما أكتبُ دوماً ... *** الحديث عن ذكريات المكتبة يبدو طويلاً ممتداً بلا بداية ولا نهاية، أدركتُ فجأة أني كبرت ... كان هذا في غاية القسوة لكنّ عودة الذاكرة بطريقة الفلاش باك لذكريات القراءة الأولى يجعلني أستشعر ثقل السنون التي تراكمت على جسدي و ذاكرتي: الكتاب الأول، رائحة مكتبة الكُلية العامة الواقعة في مبنى قسم علم النبات، معارض الكتب الكثيرة، قراءتي الأولى لماركيز في يوم العيد أثناء عرس أحد أقارب زوجي، قراءات نجيب محفوظ على سريري الحديدي في غرفتي التي  أتقاسمها مع أختي الوحيدة، منذ متى وصلتُ إلى هنا  وكيف ...؟؟ بحاجة شديدة لنومٍ كثير وعميق .. *** بسلاسة شديدة  وبمتعة واضحة تقص الإيرانية فيروزة دوماس ذكرياتها في كتاب السيرة " مضحك بالفارسية ".  في حين كان شفارتس يدلق ذكرياته في رأس راوي " ليلة لشبونة " بقساوة شديدة كمن يتقيأ سُماً، كان يريد أن يخلد الذكريات وحياة الذكريات في رؤوس الناس، وقد كان كتاب فيروزة دوماس خياراً جيداً للخلاص من رواية ليلة لشبونة الحزينة(١).  رغم إرتكازهما على ذ

النزيفُ هو الحل

كتبتُ في البداية وأسترسلت لأكتشف بعد سطرٍ ونصف أن لغة الكتابة الإنجليزية ! أصابني هذه الليلة صداعٌ عنيف.. صداعي مختلف فهو يمتد من مُلتقى الحاجبين وحتى جدار أنفي الأيمن لينبض الألم هنا في عظم الأنف وكأن جمجتي قد أصبحت في أنفي .. ينبض مع كُل نفس ومع كل إلتفاته، هذا الصداع اليوم غريب . إني أخشاه .. كأن أنفي سينطلق نازفاً، لإن هذا النوع من الألم لايبرأ إلا بعدما يرعف أنفي ... كا ن ذلك في أوقات دراستي الجامعية للفيزياء حيث كان ضغط المعامل والقياسات يتمركز صداعاً أنفياً ليرتفع ضغط الدم لدي .. وتنتهي النوبة بالرعاف . *** من كُتب دار المتوسط التي إقتنيتها مؤخراً إستدللتُ اليوم على مترجمة عراقية اسمها ميادة خليل، ميادة تنتقي بعناية مادتها للترجمة، ترجماتها دائماً مايشادُ بها ،،، وهي في الأربعين من العمر كتبت روايةٍ صغيرة بأقل من مئتي صفحة... لم أقرأ الروايةَ بعد، لكن أصدؤاها مشجعة جداً بدءاً من الدار الناشرة، فقد كانت دار المتوسط الناشر لها ... ويمكنني أن القول بثقة  إنني قد عشقتُ كُتب هاته الدار الإيطالية بِنَفسٍ عربي، ورقها حميمي وأصفر رائحته ،أصيلة ونافذة، أغلفة الكُتب بها لمسة ف

30

جوع القراءة كُنتُ أتحولُ من إمرأةٍ دمشقيةٍ لطيفة إلى رفٍ شرس من الكتب في المكتبة العربية.. غادة السمان * *** سأكتبُ هذه المرة عن كاتبين رغم الشهرة والصيت الللذان غُمرا بهما إلا أنها القراءة الأولى بالنسبة لي، لاحظتُ نفوري من الأعمال المفرطة الذكر والصيت، لدي شعورٌ مسبق بالتقيد حيال الجدل الدائر حول مثل هاته الأعمال .. إنها فعلاً طغيان الأدب والرواية كما كتب تاج السر في مقالً تحدثتُ عنه سابقاً .. زوربا  أليكسيس زوربا، شخصية حقيقية قابلها الكاتب اليوناني نيكوس كازانتزاكيس في أحد رحلاته حينما سُئل ذات مرة، الكاتب  باسيل هو نيكوس.. زوربا رجلٌ حقيقي يرقص بجنون،  يمقت القراءة ولايجيد سوى قراءة الحياة، يبدو الرئيس كما يلقبه زوربا كاتب يعاني عدم القدرة على الكتابة، يبحث عن ذاته وسط قراءاته ومناجاته لبوذا ... وفي لحظة يأسٍ حزين واجهت المرؤوس زوربا ورئيسه : الكاتب باسيل .. قال زوربا بحنق لماذا تقرأ إذاً ؟ " هل تستطيع أن تُخبرني يامعلم، قال، وبدا صوته عميقاً وجاداً في هذه الليلة الدافئة، ماذا تعني كل هذه الأشياء من صنعها جميعها؟ ولماذا؟ والأهم من كل ذلك ـ هنا ارتعش ص

القط الأول في المدينة

لم أكن أنا وحدي من فكر من أين تأتي قطط الشوارع ! قبل أن أبحث عن الإجابة كنت أعتقد أن قطط الشوارع دليل بيئة شوارعية قذرة، وعشوائية .. وبعد أن بحثتُ بجدية عن جوابٍ للسؤال في البداية أدركتٌ أهمية قطط الشوراع... وفي داخلي كننتُ لهم التقدير الخالص، وبعض المودة التي فقدتها جراء موقف طفولي كتبت عنه هنا . يقال أن شعباً ما انزعج من مثلي من وجود القطط حتى كثر الطاعون وعرف فضلها في أكل الفئران والجرذان الناقلة لذلك البلاء العظيم، فقد كان من أسباب ظهور الطاعون الأسود Black plaque الشهير الذي اجتاح أوروبا في القرون الوسطى، وإهلاكه لنحو ثلثي سكانها، تلك المجازر التي ارتكبت بحق القطط (رمز الهرطقة والشعوذة والسحر)، فكان أن انتشرت بكثافة الفئران الناقلة للبراغيث المسببة لعدوى الطاعون (ج. بنجنيتي: موسوعة ماكدونالد للقطط، لندن 1983م). في حين يعتقد البريطانيون، والروس، واليابانيون أن رؤية قطٍ أسود فألاً حسناً فيبجلوها ...وكان المصريون من الشعوب القديمة التي قدست القطة ورأت وجودها في الدار سبباً مهماً لجلب الرخاء والسعادة، ومن قتل قطاً فقد يعاقب عقوبة تصلُ حد الموت!  أما إذا مات القط فيقيمون أيام الحد