التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٦

33

أريدُ أن أطير كاد أن يحترق البيتُ بالأمس .... حينما قالوا لي أن المنزل تعرض لماسٍ كهربائي فكرتُ في صندوقٍ أسود مستطيل أحفظُ داخله مفكراتي القديمة، ودفتر كشكول الصف الثالث الثانوي، ومذكرة صغيرة فيها حلي الخاص لبعض معادلات التكامل، ومجلدات كافكا الثلاث المهداة لي من الكويت . **** تُلحُ علي فكرة طيران الساحرات على المكانس، صورة الساحرة ذات السن المهتز الوحيد في الفيلم الكرتوني " توم وجيري " وهي طائرة علي مكنستها المهترئة كانت تجعلني وأنا طفلة الثامنة أو السابعة سعيدة جداً ومستغرقة في فكرة الطيران مثلها يوماً ما . ألم أحكي لكم في أحد التدوينات عن قصة قراءتي لأساطير شعبية للجهيمان ؟  أثناد قراءتي للأساطير تقفز فكرة الطيران مرة أخرى وأنا بوعيٍ أكبر، ساحراتان عربيتان في قرية صحرواية ـ تُشبه الرياض ـ تركبان جذع نخلة خرب ومجوف بمهارة، يتمتمان بطلاسم سحرية وتطيران! هذه الفكرة تدغدني، الطيران الحر بأي شكل ... أتأمل بالونات الهيلوم وفقاعات الصابون وأتمنى لو تصبح مرافقتي لها حقيقة ولو على سبيل الخيال أو الأحلام، أو ضربٌ من المستحيل بمقابلة ساحر مثلما حدث لنيلز حين مسخه الساحر ل

إنتقام الحمار

برفقة ببغاءه وحماره الوحشي _الذي اشتراه من تاجر حيوانات وضيع _ دخل الحمامات العامة، الخالية من الناس، كانت الساعة الثانية ليلاً ..نظر للمرأة الممطوطة  في مدخل الحمامات : كان يرتدي قميصاً ذا لونٍ أخضر بشع ، ولم تكفه بشاعة هذا اللون بل لُطخ ببقع عشوائية حمراء اللون ! أما سرواله فكان أزرقاً داكناً ...حاول التذكر متى إرتدى هذه الثياب الغريبة،  و لمّ يفلح ! لعن زوجته في سره لابد أنها من فعل ذلك، لقد أصبحت مجنونة مذ عرفت بخيانته مع  ليزا، إنها مجنونة حقاً .. أحس بالرعب  فجأة ،وداهمته رغبة شديدة بالتبول.. لقد قالت له ذات مرة بأنها ستقتله بطريقة لا يتخيلها، مثلاً : ستضع بجانبه في السرير تمساحاً ضخماً .. كانت تقهقه وهي تهدده بذلك ببساطة وإستمتاع كأنها تقول نكتة بذئية. سال البول على فخذيه ولطخ سرواله الأزرق. إحتضن الحمار الوحشي وإستند في الفراغ بين مغسلتين للأيدي وبكى... كان بكاؤه في البداية بلا صوت، ثم اندفع نشيجه كالأطفال.  نهق الحمار، وطارت الببغاء الإفريقية ذات الألوان الزاهية المتناسقة في فضاء دورة المياة الخالية. إستيقظ ودموعه اليابسة ترسم خطوطاً طولية من الملح على لحييه الناميين، ، ك

32

يحدثُ أن تكتب دون أن تجد دافعاً وراء ماتكتب، أو تجهل الشخص الحقيقي المستفز لسعيك اللاهث وراء الحكاية، وراء الكتابة . *** بحديثٍ مختلف عن المذكرات الخاصة كان كتاب مضحك بالفارسية، وهو مذكرات إيرانية نشأت في أمريكا لفيروزة دوماس الصادر عن دار مسارات الكويتية، وبترجمة سلسة جداً للمترجمة السورية بثينة الإبراهيم ... حين تُريد أن تعرف قدرة المترجم إختبر سلاسة قراءتك، وحين ينجح ذلك تأكد أنك أمام مترجم لا يُشق له غبار . مثلاً : صالح علماني المترجم الفلسطيني السوري الشهير للأدب اللاتيني ـ من الأسبانية مباشرة ـ، لا تسبب لك مفراداته المتنوعة ولا  جزالة أسلوبه بثقلٍ في القراءة حيثُ أننا أمام مترجمٍ تماهى تماماً مع النص المُترجم، ترجم رفعت عطفة من الإسبانية مباشرة أيضاً لكن علماني غلبه بالسلاسة، أقصد بالسلاسة ذلك الإنسياب الناعم للنص فكأنما يقفز بنعومة من الكتاب لأذنيك متدفقاً عبرهما لدماغك!  ترجمة الفاضل سامي الدروبي ذو اللغة الفخمة، المتواترة الكثيفة، كانت أيضاً تتميز بالسلاسة، وترجمة القدير إبراهيم وطفي الذي نقل أعمال كافكا من الألمانية للعربية مباشرة كانت سلسة لح