التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٢

فأسُ براغ

على الكتاب أنّ يكون الفأس التي تكسر البحر المتجمد فينا _ فرانز كافكا أخبرتها اليوم عن ذلك الحلم ، ونَبَشَت في داخلي تلك الرغبة الملحة بالكتابة، المشكلة أن تلك الرغبة لا يصحو ماردها إلا في وقتٍ يكون تحقيقها صعباً ويتطلب مغامرة مجنونة، أو أحياناً تصرفاً خائناً نذلاً .. أعلمُ أنّ ما أكتبه مستفز، ويثير عواصف الحُنق التي تجتاحكم وأنتم تقرأون ما أكتبه الآن .. لذا سأبدأ برواية القصة دون مقدماتٍ حمقاء مُتحذلقة .  في ليلة من ليالي 2011، الثالث من ديسمبر تحديداً. أذكر كذلك أن اليوم كان الأحد، بدأتُ في قراءة المجلد الأول، كان المترجم يوقع ب الحرفين أ . و ،عرفتُ ذلك من أولِ صفحة .. من صفحة الإهداء طبعاً، لابد أنكم ستصلون إلى هذا الاستنتاج بسهولة إن كنتم قُراءاً مجانين مثلي، أما إن كنتم غير ذلك فوصولكم إلى تلك النتيجة يتطلب مجهوداً بسيطاً .. يشبه مجهود استخراج المميز من المعادلة الرياضية الشهيرة ! .. لا زلتُ أتحذلق ! .. سـ ابدأ بالحكاية فوراً، وسـ أحاول الخلاص من كائن الحذلقة هذا المحتك بي دوماً  ... كانت ليلةً باردة، الساعةُ تقترب من الثانية ليلاً .. ولا زالت أصابعي المُثلجة بسبب الماء ا

5

ذهني مشوش إلى حدٍ كبير، تزورني هذه الحالة بعد فترة إرهاق، أو إضطراري للقيام بواجباتٍ إجتماعية.. أعلمُ ماعلتي وأعلمُ دواءها، النوم أفضلُ الحلول ! *** قرأتُ رسالة كافكا إلى والده، أشعر بعد قراءتها بسوطٍ لاذع يؤنبني ويلومني، هذا الأثر من أهم آثار كافكا، ومع ذلك قراءتي لها ليست كما يجب، صاحبت تلك القراءة نوبات نعاسٍ مملة .. ومع ذلك وصلتُ إلى ما توصل إليه كُل قارئ لكافكا، هذه الرسالة المفتاح ! بعدها سأعيدُ قراءة الحُكم والوقاد والإنمساخ دون الإلتفات للدراسات النقدية حول هاته القصص.. أقرأ حالياً يوميات كافكا الصادرة عن دار كلمة، في رأسي حكيٌ كثير أود ان أسجله عنّ قراءتي لكافكا، أريدث أن أحكي وأكتب لصديقتي جين " مُحبة كافكا المخلصة " ، أريدُ ان اكتب عن تأثير الأدب الكافكاوي على جيل الكتاب الحالي، دار في رأسي آن ذاك الكاتب : " أحمد الحقيل " ، سعوديٌ شاب يكتب القصة بشطانة مُذهلة ، ويعبث بيده السردية وعيك ولا وعيك المسكينين، قصصه لها رائحةٌ كافكاوية مميزة .. وضعتُ خطاً تحت أحد سطور المجلد الأول وكتبتُ فوقه : أحمد الحقيل ! قرأتُ كذلك في مُقدمة اليوميات أنّ الأديب الفلسطين

198

" إلى حدٍ ما هذه هي حقيقة كُل كتاب نحبه. نحن نعتقد إننا نقترب منه عنّ بعد، نراقبه يُزيح الستارة التي تحميه ، نرصده يكشفُ حكايته ونحنُ في المقاعد الأمينة للنظارة _ الناظرين _، لكننا ننسى أن ما يجعل الشخصيات باقية على قيد الحياة ، ومايجعل من القصة حية هو أمرٌ يتوقف على وجودنا كقراء ، يعتمد على فضولنا، على رغبتنا في تذكر تفصيل، أو دهشتنا بسبب غياب، كما لو أن قدرتنا الخاصة على الحب قد خلقت، في خضمٍ من كلمات شخص المحبوب . لا أعرفُ بعد إلى أي كتاب ستقودني كلمات ماتشادو . " *آلبرتو مانغويل _ يوميات القراءة

4

 فقدتُ بعض اليوميات الخاصة بالقراءة حين دونتها في مفكرة الهاتف ،هاتفي مُعطل بسبب تفكك وصلة الشحن الترانستورية الصغيرة ، سأتابع ما كتبته إلى أن أسترجع يومياتي ..وإلا سأبكي عليها وأنساها . أنهيتُ أمس كتاب يوميات القراءة لألبرتو مانغويل ، أصبح منظر الكتاب لعيني مُريعاً ومخجلاً .. أخجل من تخطط الكتب بهذه الطريقة ، أحسً أن رونق الكتاب الجديد يجب أن تهتم به حين نقتني كتاباً ، فكنتُ قبل أن أتعرف على هذا القارئ الهائل أتبع تلك السياسة إزاء الكتب .إلا أن سطور مانغويل زجرتني في تاريخ القراءة ، كُل كتاب لا يغدو مقروءاً إن احتفظ بنصاعته ، التخطيط والهوامش علامة القارئ الحقيقي ، الشغوف ..وأنا أحبُ أكثر تلك التهمة ، لذا إمتلأت كتبي بالعديد من بصمات الحبر وأوراق الملاحظات ، عدا عن بقع القهوة ، والفاصل لهذا الكتاب .غدا هذا الكتاب وثيقة مذكرات كما قال . *** يجب أن أبحث عن أسماء الكُتاب والرسامين الذين دونتهم في بداية الكتاب سريعاً، جوجل حلٌ مذهل :) *** أعتزمُ بعد قليل كتابة رسالة أشكرُ فيها دار المدى السورية _ العراقية .. الدارُ تسعى لنشر حراكٍ ثاقفي أصيل في منطقتنا ، طبعاتها المريحة ، إهتمامها

رسالة إلى نجيب محفوظ *

كُنتُ قد قرأتُ عن  احتفال الصحافة والأدب بمئويتك يا أستاذي منذ السادس من ديسمبر . حينها تصاعدت الذكرياتُ أمامي كدخانٍ كثيف.. أول كتابٍ اقتنيته لك  .. حكاياتك وسنيني التي كانت تقرأها بشغف ، صحيحٌ أنّ ذاك الشغف أتى بسطحية تناسب فتاة الخامسة عشرة التي قفزت من سلاسل مغامرات تختخ ومجموعته من المغامرينُ الصغار، تلتها قفزاتٌ صغيرة نسبياُ مع رجل المستحيل وأغاثا كريستي ، إلى ما تلاها من قفزات إلى أدبك وأدباء جيلك أمثال محمود جودة السحار ، ومحمد عبد الحليم عبد الله ، ويوسف السباعي .. تلك القفزات كانت ممُتعة، ولكنها كالراقص فوق الجليد..الذي لمّ يدلف بعد لجوف البحيرة، ولمّ يتعلم الغوص العميق، وتجربة تتابع الأنفاس في سباقٍ محموم، و لمّ يُراهن ولا مرة على أنّ ينهي رحلة غوصه عميقاً دون أن يفقد نفسه ،ودونّ أنّ ينقطع ... فظلت أغوار البحيرة غامضة ومجهولة بالنسبة له . أعتقدُ أن قصة اقتنائي لكتبك أول مرة ستبدو  بذات أهميتها إليك ، لأنك كما قرأتُ في حوارك المنشورِ تواً مع الأستاذ محمد سلماوي تفهمُ نوعية تلك القفزات التي تُحَرف  اتجاه قراءاتك ومن ثمّ اتجاهك في حياةٍ بأكملها . أنتَ كانت