"اكتشفت اليوم فئة من الكتب تستطيع عوالمها أن تنفرج لك في أي وقت فتكتب قراءة مركزة عنها، كما تتميز بصلاحيتها للقراءة في أي وقت: أثناء الانتظارات الطويلة في الشوارع المزدحمة، في الفرجة المسترخية قبل النوم، وسط استراحات الأعمال والمطارات، أو في العوالم السوداء لفجوات الأسِرّةِ العتيقة." تبدو القطعة أعلاه كضربٍ من الخيال الجميل الماض: ازدحام؟ مطارات؟ شوارع؟ ألتمس العذر منكم، قد كتبتها في زمن تلاه مايعاش الآن: حيث أضحت الملامسة كابوساً، والازدحام انجرافاً نحو الهاوية، أما المطارات...تلك الذكرى البعيدة للتحليق التي لاندري متى تعود. كان بالإمكان حذف هذه المقدمة لتناقضها مع واقعنا المعاش، إلا أن هذه التوطئة لازالت مناسبة لخلق تصور عن نوعية الكتب التي اخترت الكتابة عنها اليوم. 84، شارع تشارينغ كروس الرياض، الثلاثاء 12 صباحاً 31 مارس 2020 اليوم الثامن من منع التجول يوم السبت أنهيت مراسلات هيلينا وفرانك، (زفرة طويلة وحارة!) هيلينا هانف: كاتبة وباحثة أمريكية مستقلة، لديها ولع بالطبعات النادرة والقديمة، فرانك دويل: مكتباتي داهية، يعمل في مكتبة ماركس وشركاه المستعملة، التي تقع في 84 شار...