السيرة الباقية لجبرا إبراهيم جبرا _ كتبتُ بعد قراءتي لـ ( البحث عن وليد مسعود ) بأنها الرواية التي لا تبدأ بقراءاتها بعد أول صفحة بل بعد إنهاء الصفحة الأخيرة، إنها رواية تنغرس في عقلك الباطن إن قرأتها مرةً واحدة فقط، فتفكر فيها وأنت ستنام، وأنت في الحلم، وأنت تقرأ، وانت تثرثر مع أسرتك ، إنها شبحٌ من سطور ينطرح على جثة عقلك فيغشاها تماماً . *** كنتُ أبحث عن المؤلف في وليد مسعود، أتقصى بقية القصة الحقيقية لجبرا ، كتب جبرا كتابين وخصهما بتصنيف السيرة الذاتية : " البئر الأولى " ، " شارع الأميرات " وما الكتابين إزاء الحياة الطويلة الكثيفة التي عاشها هذا الفلسطيني المتوقد الذكاء ؟ كُنتُ نهمة بعد قراءة السيرة وكانت روايته والتي أدرجت ضمن أفضل مئة رواية عربية تتكيء على الرف .. كيف يمكنني مقاومة القراءة له مرةً ثالثة ؟ كيف يمكن أن اتخطاه ؟! بالطبع قرأتها وبدأتُ حكاية أخرى معه .... *** دائماً حين نقرأ نسقط شخصية الرواية على شخصية كاتبها، وهو خطأ قرائي ولا شك ... الكاتب يكتب نفسه حقاً، لكنه يحاول تكبيل هذه الفضيحة بصنع متاهات أثناء رسمه للشخصية ، في...