أبدو مثل تفاحةٍ مقضومة يا مريم ! منذ أتينا من بلادك وأن أحسُ نفسي تصيرُ تفاحةً خضراء يخالطُ لونها الأخضر الحامض الشهي حلاوة رائعة، تتقاذفها الأيدي وكلُ من أصحاب الأيدي يريدُ ان يحوزَ على أكبر قضمة .. أُقضَمُ، وأُقضَمُ، وأُقضَمُ حتى لمَ يبقى مني سوى البذور والعودُ اليابس في مركزها ، حينَ كانت التفاحة جزءاً من غصن شجرة التفاح وكان العودُ وسيلتها للإلتصاق . أنا مشتتة لا فعلت ُما أريد ولا فعلتُ ما يريدُ من حولي مني، أكاد أصرخُ فيهم : اريدُ ثلاث ساعاتٍ أقضيها وحيدة.. أريدُ أنّ اكتب لمريم، أريدُ ان أسجلَ المكان والحديث ورائحة رطوبة الماء في الهواء قبل أن يختلط كُلُ هذا بالذكريات البالية ... أنا أسرقُ من وقت اليومِ ساعة، لأكتبُ عن سبعة أيام قضيتها في دبي... حسناً الساعة مجحفة بحق سبعة أيام، سأكتبُ إذن عن ساعتين قضيتها معكٍ في ردهة سوق " ابن بطوطة " مقابل مقهى ستار بوكس وذلك الجرسونُ يلوح بمكنسته على الأرض يكنسُ بقايا ثرثرة الجالسين على الأرائك، وتينك الفتاتين الشقرواتين عن يساري يلحسانِ المثلجات الملونة بكركرة منعشة، تداخلها أصوات الفلاش الذي يومض كُل مرة حين...