يبدو عقلي كالفستان الذي أمامي ، مليئ ببقع الفراغ التي تحوطها خيوطٌ أرجوانية مُشعثة .. هذا الفستانًُ يقفُ أمامي بكامل غوايته التي تتمثل بلونه الأرجواني الداكن ، منقوشٌ بورود لا بد وأن تكون حمراء فاقعة ، أكادٌ ألمح مياسمها البيض كنقُطٍ منتشرة .. قطعةٌ فاخرةُ بالفعل ! خسارةٌ أنّ تموتَ مُمزقة ! هذا الفستانُ المنكمش لو امتدَ على جسدٍ كجسدي سيصل إلى الركبتين بالضبط ، لونه وإتساعه الهادئ بعد ضيقٍ منحوت على الخصر يمنحُ الساقين طولاُ وجمالاً لافتاً .. خسارة أن تذبُل ساقيّ بعد تمزق الفستان ! أتنهد وأحمل جمجمتي الثقيلة بالفراغ على كتفيّ ، أحنقُ عليّ .. أفكر من يمنح الجمال لي ؟ جسدي أم الفستان ؟ هلّ أبدو جميلة دون إنسداله على جسدي الأصفر ؟ دون ياقتيه التي تلامس أطراف شعري البُنيّ المقصوص لتُعطي لعنقي طولاً إضافياً ؟ أتجرد من ثوب النوم القطني ، أخلعُ بقية القطع... أتهادى عاريةً كمجنونة ، أرقص على أنغام بيانو لموسيقار يوناني .. أقتربُ من المرآة ، ألمحُ طيفي سريعا ، أطبقُ عيني وأنا أدور دورة بطيئة حولي .. أبتعدُ عن المرآة ، جمهور yanni يُصفقْ ، أتنهد .. وأستنشق عبيراً حبرياً مُغبراً، أفتح عينيّ...